في بدايات أزمة كورونا، تواجهت وأحد جيراني، في الجمعية التعاونية -يوم أزمة البصل- سلّم علي سلام نظر، وكان متوترا، وسألني مباشرة: لقيت بصل؟، قلت: ما دوّرت، قال: أنا رحت 4 جمعيات، ورحت شبرة الخضرة، ما لقيت!!، قلت: مو ضروري بصل، ليش مشغل نفسك؟، قال: يا ابن الحلال، ما نعرف نطبخ بدون بصل!، ابتسمت، وقلت: يعينكم الله، ومشيت.
بحسب خبرتي -7 شهور تجارب طبخ في الخيمة- فإن كل أنواع الطبخات في العالم، تصلح بدون بصل، سواءً ببدائل، أو بدون بدائل، لذلك، لم أتأزم مع المتأزمين، سنة البصل.
كذلك الحال -مع الفارق- خلال أزمة البيض، أزمة الدجاج، أزمة لبن المراعي.
الموضوع ببساطة، أن الإنسان، يعتاد الشيء، ويألفه -بصل أو غيره- فيظن أنه من أساسيات الحياة، وأمر لا يستغنىٰ عنه، فإن حُرم منه، قبل أن يهيئ نفسه لفقدانه، أحدث ذلك ارتباكاً، في نظامه، ودربكة، وراح يعدي يمين، ويسار، بحثاً عنه، وأشغل نفسه، وزاحم خلق الله، في كل طابور، ولو أنه تفكّر قليلاً، لتبيّن له، أن البصل، مجرد نكهة!
في الكويت، نائب مجلس الأمة، مثل البصل، مجرد نكهة للحياة السياسية، فلا هو من أركان الدولة، ولا من مقوّماتها، لكن المجتمع اعتاد انتخابات البرلمان، وفعالياتها، وطبخاتها، لذلك أَلِفَ الناس وجود النائب، كونه بصلة المشهد السياسي، ولو أنهم تفكّروا في أنظمة الدول من حولنا، لتبيّن لهم، أن النواب لدينا مجرد إضافة، لم يُستفاد، منها، بأكثر من 10%، وأنا لا ألوم الناس هنا، إنما اللوم، والعتب على الحكومة، التي تعامل النائب، معاملة جاري للبصل!
*
خلاصة القول:
تفكّروا، وتبيّنوا.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق