2022-08-08

أصحابنا المتلوثين

 ‏عدّيت ربعي فـ الرّخىٰ وأتعبوني

‏         من كثرهم مجمل عددهم يهوّل

‏وعديتهم وقت القسىٰ وأحرجوني

‏              لقيتهم زادوا عن الرقم الأول


وبعد تعديل الدوائر، والنظام الإنتخابي، في 2008، إلى 5 دوائر، و 4 أصوات، تغيّرت المبادئ، وتبدّلت المفاهيم، ولم أعد متأكداً من زيادة العدد.

فلما اندلعت ثورات الثيران العربية، في 2011، وقست الظروف، وتلوّثت الأفكار، وتفشت ظاهرة المظاهرات، ورأيت راعي شبّة العصر، والثقيل أبو نسفة سبعة، يشاركون في مسيرات المناطق السكنية، مع الحزبيين والجهّال، ضاعت الهقوات، وقلت في نفسي: عسانا نسلم على الرقم الأول!، ورحت أردد:

عزالله ان الزمان يغيّر الهَقْوه

            ياما هقينا، وعِفنا من هقاوينا

أصحابنا اللي منـ أوّل كلهم نَقـْوَه

         صاروا يلدّون بعيون الغضب فينا

ليش؟ وعلى أيش؟!!، بسبب انتخابات، ومجلس أمة، وانحياز للكتلة الفلانية، وميل للحزب الاخواني، وتبنّي رأي النائب العلاني، هذا يغضب منك، لأجل أردوغان، وذاك يُغضبك لأجل مسلّم أو جمعان.

ما الذي تغيّر، بين "عدّيت ربعي وأحرجوني"، وبين، "عِفنا من هقاوينا"؟

الذي تغيّر، أن الناس، كان يجمعهم تآلف القلوب، والخوّة، ومواقف الطِيب، والمعاريف، فلما تغلغل فراخ الأحزاب، وجهّال تويتر، في مجالس الناس، تلوّثت أفكارهم، فأصبحوا يجتمعون على علوم السياسة، والانتخابات، وسوالف النواب التافهة، والشتم بدون سبب، والإتهام بدون دليل، والنميمة، والبهتان.

اليوم، ينتظر كثير من الناس، صدور مرسوم الدعوة لانتخابات مجلس الأمة، ليمارسوا مهنتهم، في الترشيح، والتحليل، والتصنيف، والتخوين، وفرض أحاديثهم البايتة، على مجالسنا.

لا نستطيع منعهم، ولا يحق لنا، لكننا نتمنىٰ من كل راعي مجلس، محاولة ضبط الجلسة، والخروج بها، إلى بر الأمان، حتى لا تضيق الصدور، وتُشحن القلوب، وتفسد الخوّة، وتضيع المعاريف، وحتى لا نصل إلى مرحلة:

صدوركم كانها ما عاد تاسعنا

       ما أظن به دار تاسعنا وتاسعكم


*

خلاصة القول:

الحمد لله وضعنا ما تغيّر

‏    حتى ولو تغيروا بعض الأصحاب

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...