"إذا كان طريق المعركة سالكاً، فتأكد أنك في كمين"!
*
بتاريخ 7 اكتوبر، مساءً، سألني رفيق: شرايك بطوفان الأقصىٰ؟، قلت: أعد هذا السؤال على نفسك، بعد شهر، أو شهرين.
3 أسابيع، مضت، وهي كافية، لتكوين فكرة، ورأي، واستنتاج، وأن يجيب الرفيق، على نفسه.
نكبة 7 اكتوبر، هو الاسم الملائم، لهذه المصيبة، التي حلّت على أهل غزة، وعلى المسلمين، والتي تسبب بها، حزب الإخوان، وداعموه، لأهداف، نجهل أبعادها، ويتهرب الكثير، من الخوض فيها، خشية تصنيفهم، بالتصهين، من قِبل الآلة الإعلامية، الحزبية، المسيطرة، على عواطف دهماء الناس، في صورة مشابهة، لبدايات، ثورات الخريف العربي!
الأحداث تكرر نفسها، ولا يلدغ من نفس الجحر مرتين، إلا الحمار.
في كل ديوانية، أسمع عبارات، تلوم، وتُخطّئ حماس، مع جملة ألفاظ قبيحة، غير قابلة للنشر، يتفوّه بها أشخاص، ينشرون في حساباتهم، في X، وفي حالات الواتساب، ما يناقض، آراءهم، وعباراتهم، التي يصرحون بها للخاصة!
سألت أحدهم؛ لماذا تنشر في حالة الواتساب، صورة مناقضة، لرأيك في الدوانية؟، قال: مابي أخالف الناس، ما لي خلق مشاكل!!
كتب أحد الدكاترة، المحسوبين على حزب الاخوان؛ "يجب أن نتجاوز خلافاتنا، في هذه المرحلة، لأننا في حرب، و..."، وبعدها بساعة ونص، يلمز الحكام العرب، وينعتهم بالتصهين، ويشتم العلماء، ويقذفهم بالنفاق، ويستهزئ بالجيش المصري، ثم يختمها بمحارش السعوديين، ثم ذهب يتمطّىٰ، مُفاخراً بموقف تركيا، وأردوغان، من غزة!، رغم أنه لا موقف، ولا صخام!!
شلون يعني؟!، تتهم الناس في عقيدتهم، ودينهم، ووطنيتهم، ثم تطلب منهم الدعم، وتجاوز الخلاف، أهبل أنت؟
من هبال هذا الدكتور أيضاً، أنه تجاوز مقاطعة الشركات الأميركية، والأوربية، إلى التحريض على طرد سفيرة أهم حليف للكويت والخليج، لموقفها من دعم اليهود.
يا دكتور، يا فالح، الأمر لا يتعلق بشخص السفيرة، بل في حكومتها، وحكومات دول الغرب، أمريكا، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، وكندا، وغيرها، التي أعلنت رسمياً، دعم اليهود، ورفضت حتى طلب هدنة، ووقف القصف على غزة، فهل نقاطعهم جميعاً؟
كيف يعني؟ 🤔 نقطّع حبالنا مع الجميع؟، تريد أن نبقىٰ بدون حلفاء، في هذا المحيط، الإقليمي، المتوتر، خصوصاً وأنك، وحزبك، ومعك مخلفات الحراك، مخربينها مع السعودية، ومع الإمارات، ومع مصر، ولا خليتوا لنا صاحب، حتى الروسي، الذي لم يأتنا منه ضرر أبداً، أعلنتم له العداء، حميةً لصاحبكم أردوغان.
يا رجل، حتى الهند طالبت بمقاطعتها، وأنت الذي لا تستطيع العيش يومين، بدون خدامة وسايق!!
هل تريدون عزل الكويت عن العالم؟؟
توقفوا عن الهبال، اتركوا السياسة للقادة، لا تنفخوا في نار قد تلتهمكم، لا تزيدوا من مآسي الفلسطينيين.
الذي يبدو لي، أنكم تساهمون -بعلم أو بحمورية- في تنفيذ مخطط خراب، وفوضىٰ، قد لا تسلم منها بلادكم، ولا أولادكم.
وبمناسبة الحديث عن مقاطعة الدول، وهبال دكاترة الأحزاب، وأتباعهم، الذين يعلنون مقاطعة شركة، واثنتين، من باب مبدأ مقاطعة كل من يُعتقد أن له علاقة بشراكة، أو دعم اليهود، فأعتقد أن هذا المبدأ، مبدأ أهبل، ولو صدق أصحابه بتطبيقه، لانقطعوا عن العالم، ووصل بهم الحال، لتدخين زقاير لف!!
السالفة مهي ماكدونالز وقهوة باردة، فثلثي ما نحتاجه، مصدره الغرب، الذي تُحرض على مقاطعة منتجاته.
الدكتور المرتبك من حيث المبدأ، انتقد قبل اسبوع، خصومه -زوراً- بمخالفتهم موقف الدول الرسمي، وهذا والله من البهتان، وقلب الحقائق، فهو الذي وقف على مدىٰ 12 عاماً، مناكفاً لحكومة بلده، ومخالفاً لمواقفها الرسمية، ابتداءً من دعم حزب الله في 2006، مروراً بأحداث مجلس 2009، ثم ثورات الثيران العربية في 2011، وثورة البحرين، وما بعدها، وحرب اليمن، وكان دائماً صوت نشازاً، في كل موقف، ومفشّلنا مع كل شقيق، وصديق.
للعلم، هناك فئة من البشر، لا يظهر صوتها، إلا في الفتن، للتحريض، والتأجيج، وبث الفرقة، بين الحاكم، والمحكوم، وبين المواطن والمواطن، وبين دول مجلس التعاون، والدول العربية، وهذا الدكتور واحد منهم.
*
خلاصة القول:
يا أهبل، اللي في الفخ أكبر من العصفور!
.
فهد الحداري
29 أكتوبر 2023
.