هدف مارادونا الخُرافي على انجلترا، في مونديال 1986، كان من أصعب الأهداف، التي لا يمكنك مشاهدتها مرتين، لم يستطع أحد تكراره، حتى مارادونا نفسه، لم يفعل.
بعد 20 سنة، وتحديداً، في عام 2007 جاء ميسي، ونسّىٰ الناس هدف ولد عمّه، حين سجل هدفاً أسطورياً في مرمىٰ فريق خيتافي، على طريقة مارادونا، لكنه أصعب، بحكم تطور تكتيك، وتكنيك، الخطط الدفاعية لكرة القدم، وتميّز عقليات جيل القرن الـ21، عن جيل القرن الماضي.
مرت 14 سنة، لم ينجح فيها أي لاعب، من تسجيل هدف، بمهارة، وروعة، وصعوبة، هدف ميسي، حتى جاء عبيد، وسجل هدف الموسم، بعد أن راوغ النواب، ومر من الناخبين الـ43810، وسحّب حارس المرمىٰ، ودوّن اسمه، في تاريخ الكورة، والأهداف التي لا تتكرر!
العامل المشترك، بين الأهداف الثلاثة، هي التسحيبة، الرهيبة، وكما أن التاريخ لن ينسى هذه الأهداف الأسطورية، كذلك لن ينسىٰ الناس، أسماء، وأشكال، ووجوه، الحبايب المتسحّبين، مع كل إعادة لتلك الأهداف، ومع كل انتخابات تكميلية، ولك أن تتصور؛ (لاعب شاب أرجنتيني، يرسل مقطع هدف مارادونا، بالواتساب لصديقه الانجليزي، ومرفق معه تعليق؛ شوف تسحيبة جدّي، بجدّانك).
*
تعيش الجماهير السياسية، هذه الأيام، حالة من "اللا فهم"، لما يحدث، من حولها، من تغيرات، بسبب رسمها، صور مثالية، غير صحيحة، لأشخاص، قدموا أنفسهم، في مرحلة الإنتخابات، كنماذج سياسية، تبيّن أنها غير قابلة للتطبيق، على أرض الواقع، فتعايش النموذج مع الواقع، واصطدم الناخب بالطوفة، وقال: والله ما عاد ندري وش السالفة.
ليس عيباً أنك لا تدري، وليس بالضرورة أن تفهم كل شيء، إنما العيب، وقلة الفهم، أن تتبنىٰ، وتدعم مشاريع لا تفهم منها، أو فيها شيئا، مثل مشروع قانون العفو الشامل، الذي كان سيفتح باباً كبيراً، يدخل منه كل أحد، من أجل قضية بسيطة، كان حلها "أنا آسف"، ثم بعد ذلك، تعترض على دخول آخرين معك، من الباب الصغير، الذي فتحته، على نفسك، وتسبب باعتزالك، دون أن تحقق أي هدف!
*
خلاصة القول:
الكورة، مُلهية الشعوب.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق