*
لم تكن المشكلة يوماً في الكذابين، المدلّسين، إنما في أصحاب النفوس المائلة دائماً لتصديق أكاذيبهم، وتكييف تدليسهم، وتنميقاتهم، وتزيينها، وترهيمها، وترقيع اللي ما يترقّع منها.
صلاح يدلّس على الناس، فيما يتعلق بفحص الـ PCR في لندن، وهو طبعاً يستهدف زباينه، أصحاب النفوس المايلة، بذكر أنصاف الحقائق.
صلاح يكذب على الناس، وعلى نفسه، فيما يتعلق بشعوره بالأمن بمجرد دخوله تركيا، وهو يعلم أن أصحاب النفوس الخايسة الميّالة للأعاجم، ستمرر له هذه الكذبة المكشوفة، رغم أنهم أعلم من غيرهم، بأن الأمن في تركيا ترللي، وأن سائق التاكسي التركي، ينصب عليك، وأنت تشوف، وينزرك، ويشتمك، ولا تستطيع أن تشتكيه، لأنك لا تثق، ولا تشعر بالأمن في مركز الأمن التركي!
صلاح يغش الناس، حين يدّعي أن مغادرة الكويت تُشعره بالحرية، وهو ذات الشعور الكاذب لأصحاب النفوس المايلة، اللي الواحد فيهم يمشي مثل اللوح، من أول خطوة له في مطارات أوربا، وأمريكا، وتركيا، وفي الواقع أنهم لا يشعرون بحريتهم فعلاً، ولا تنطلق ألسنتهم، إلا اذا عادوا إلى مطار الكويت.
صلاح يكذب على الناس، حين يوهم الميّالة، بأنه لم يجد في الكويت حرية، ولا اتزان، ولا أمن، ولا احترام، إنما وجدها في لندن، والحقيقة التي يُغيّبها صلاح وأمثاله، أن الذي لا يجد حرية واتزان وأمن واحترام في الكويت، فلن يجدها في أي مكان آخر، واللي مو مصدّق يسأل أزمة كورونا.
يختم صلاح خرابيطه بـ (بارك الله في انجلترا)!، كاشفاً عن نفسه الميّالة للغرب، بحجة الحرية، ويذكّرني ابتهاله هنا بقنوت، ودعاء النفوس الميّالة لتركيا، بحجة الإسلام، مع أنها صوفية، قبورية، شركية، بدعية، لكنها النفس الميّالة، ملعونة والدين، إذا مالت لشيء، سحبت على كل شيء.
وصلاح هذا من النوع اللي يسحب على الثوابت، والقيم، والوطنية، وعيال جدّه، وربعه الأولين، من أجل ميل نفسه، وهواها، ويشترك معه في هذا السقوط، أذناب الأحزاب، التي تسحب على العقيدة، والمذهب، والوطن، وصلة الرحم، وكل شيء، لأجل ميل أنفسها، وهوىٰ حزبها.
*
السؤال المستحق هنا، وش ميّل المايل؟
الذي أعتقده، أن نفوس هؤلاء، نتيجة تراكمات نفسية -غالباً بسبب سقوط مشاريعهم، وأحلامهم، بسقوط أحزابهم، وثوراتهم- امتلأت بالكره، والحقد، والضغينة، تجاه مجتمعها، وحكوماتها، ومحيطها، باعتبار أنها كانت سبباً في إفشال مخططاتهم، مما جعل الميّالة تميل إلى كل تيس غريب، وقع في ظنها أنه قد يحقق الوهم الذي كانت تتضيّر عليه.
*
لن أطيل عليكم، حتى لا تشعروا بالملل، وتميل أنفسكم عن استكمال المقال، سأخبركم باختصار، كيف نتعرف على النفس المايلة، لكي ننتبه لها، ونحذرها، ولا نميل معها، في نهجها، وأسلوبها، وفي السوالف الماصخة، التي تكررها في كل مناسبة.
النفس الكويتية المايلة، تكره الدعاء للحاكم، وتمتعض من الحديث عن حكومة الكويت بالخير، وتعبر عن ذلك بحديث مُضاد، مُباشر، سلبي، سوداوي.
والأسهل في معرفة المايلة، أن تُثني في حضرتها، على أي انجاز سعودي، لأنها ستتصدىٰ للواقع بكل سلبيات الدنيا، وتبي تجيب فتنة جهيمان، وموتة خاشقجي، وهوشات حسين عبدالغني، وحفلات تركي آل الشيخ، ويستمر هرّاجها، ولا يتوقف حتى يُدرك أن اللي حوله مطنشين سالفته، ويطقطقون بتلفوناتهم، حينها يختم بـ(الله يستر على السعودية)!
ثالث كواشف الميل، هو أن تفتح موضوعا عن صوفية تركيا، أو علمانية الدولة، أو نكبة أردوغان لسوريا، والاخوان، هنا، سينبري الميّالة بحكايات مستهلكة، مضحكة، وسخيفة بنفس الوقت، من أراد سماعها، عليه أن يفتح الموضوع 💂
وأرخص أنواع الميل، هو الميل للنائب، واللاعب، والميل لتصديق شائعات مجاهيل تويتر، وخثاريق قروبات الواتساب، وهذه لا تحتاج لشرح.
وشكراً.
*
خلاصة القول:
لولا النفوس المايلة، لبارت سلعة الكذاب.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق