في كل حوار، وفي كل نقاش، وحتى في الجدال، يجب أن تكون هناك نقطة، ينطلق منها الحديث، ويدور حولها، ويحوفها المتحدّث، ويضايف، ولا يباعد، تُسمّىٰ نقطة الإلتقاء.
وأنت عزيزي المتحدث، إذا دخلت في نقاش مع أحد، فاجعل بينك، وبينه، نقطة التقاء، حتى تحصل الفائدة، فإذا شعرت في لحظة أنك فقدت التركيز، أو تهت، وضيّعت السالفة، فعليك أن توقّع، وتضايف، حتى تتضح لك الرؤية، وتعود لنقطة النقاش من جديد 🤓
دخلت في نقاش، مع شخص ألتقيه لأول مرة، حول موضوع ناقشت فيه ١٧ واحد قبله، وهو دور حزب العدالة التركي، في فوضىٰ الثورات، وخراب البلدان، والشراكة في سوريا مع إيران، ومخطط الشرق الأوسط الجديد، وتدخّل تركيا السافر في شؤون الدول العربية، لكن طرف النقاش الجديد، لم يختلف عن الـ١٧، اللي قبله، فكان يبتعد في كل مرة، عن نقطة الإنطلاق، ويقحّص، يمين، ويسار، ولم نلتقِ، ولو لمرّة واحدة، طوال حديث ساعة.
يحدثني عن إقتصاد تركيا! فأخبره، أن دينارنا يسوىٰ ليرتهم 25 مرة، لكن، ليس هذا موضوعنا!
أُعيده إلى نقطة الإلتقاء، فيعود، ويضايف شوي، ثم يغدي من جديد، ويتحدث عن مسلسل أرطغرل، وأحفاده، وفتوحات الدولة العثمانية، فأقول له؛ أنا من أحفاد الصحابة، وفتوحاتنا وصلت السند، والهند، لكن هذا ليس موضوعنا!
وأعيده من جديد، ويضايف شوي، ثم يغدي مرة ثانية، ويتحدث عن إعادة الأذان، والحجاب، فأخبره أن الله هدىٰ أجدادهم إلى الإسلام، بأجدادنا، فلم يكونوا يعرفون قبلنا، لا حجاب، ولا أذان، لكن هذا ليس موضوعنا يا بشر، اجعل بيننا نقطة إلتقاء، لكي يستفيد المستمع على الأقل!
يعود من جديد، ويضايف شوي، ثم يكفخ، ويحوم، ويوقّع، فيزودني بمعلومة عن صوامع الحبوب التي بنتها الدولة العثمانية، في لبنان، قبل ٢٠٠ سنة!
قلت؛ يا طير ابن برمان، اللي بنىٰ صوامع لبنان، هي دولتك الكويت، وكافي تقحيص (قرض) 🚫.
صفن، وضايف، وفكّر شوي، ثم كفخ، وعلى وجهه، من البارح يدوّرونه 🚶🏻♂️.
* خلاصة القول:
يا من يشتري الطير 🦜 ؟
.
*
يضايف؛ الصقر اذا رأى حبارىٰ، وطلع عليها، فإذا إختبأت، وضيّعها، يوقّع قريب المكان، فيقال؛ الطير مضايف.
(طير ابن برمان) مضايف لكن ما شافها 😎
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق