ليس تقليلاً من قدر أحد، ولا احتقاراً لرأي، أو إستنكافاً، واستكباراً، ولا أي شيء من هذا القبيل، إنما لا يحق، لأي كان، أن يتطوع بنصح، أو يتقدم بمشورة، أو يتدخل في خلاف، لا يعلم ظروفه، وأسبابه.
وصلتني رسالة، بغلاف النصيحة، وبنبرة "طيعني🤨"، مضمونها: وش لك بالمشاكل؟، إترك الأتراك، شتبي في الاخوان، وقطر، أبي مصلحتك، وحرصاً على سلامتك!، وما شابه.
لم يكن الأول، ولا العاشر، ولن يكون الأخير، وكما ظن من قبله، كان ظنه، واعتقاده، بأنني أكتب، تفاعلاً، وتأثّراً، بأحداث الـ٧ سنوات الأخيرة، ابتداءً من دعم دولنا للجيش المصري، فتصنيف الاخوان، ومروراً بمقاطعة قطر، وانتهاءً بانحياز أردوغان إلى كل الأعداء.
لا يا ناصح، الموضوع أقدم مما تظن بكثير، من قبل أن تبدأ الثورات، ومن قبل أن تُشارك في المظاهرات، وتركض بجوتي رياضة في المسيرات، في وقتٍ لم تكن تعرف فيه إسم رئيس تركيا.
لا يعيبك أنك لا تعلم، إنما العيب أن تتدخل، وتفتي، وتقدّم نصايح، في قضايا، تجهل بداياتها، وأسبابها، وظروفها، وتفاصيلها، وتتدخل فيها، بشخصية الحكيم أبو راي، ومحد طلب رايك، فتصبح عبئاً، وضرراً، ومُعيناً، للخصوم على صاحبك!
ألا يا مدير البنك، مدري رصيد البنك
ما نبغاك تِمّنّا ، يا ليت السلامة منك
أنا واقفٍ فـ نحور نـص الأوادم عنك
لا أريد أن أُعمم، لكن غالبية قوم أبو ناصح، يتحركون في إتجاه واحد، ويقدمون نصائح، معلبة، أُحاديّة الطعم، واللون، تصب دائماً، في صالح من يميلون إليه، بمحاولة إيقافك عن نقده، أو كشفه، والتحذير منه، لذلك لا يمكن أن تسمع منهم، أو تقرأ لهم، نصائح مشابهة، لمن يسيء للجانب الآخر، كمن يُعرّض بحكومة الكويت، ومن يتدخل في شؤون السعودية، ومن يشتم الإمارات.
*
خلاصة القول:
من لا استنصحك، لا تنصحه.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق