خلف هذّال، يقول:
"في كل ديرة، لي ربوع، ورفاقهْ".
الرّبع؛ جماعة الناس، الأقرباء، والخاصة.
والرفاقة؛ الجماعة، المترافقون.
وكلنا -مثل خلف- لنا ربوع، ورفاقة، في كل ديرة، وفي كل منطقة، من مناطق دول الخليج العربي، هناك ولد عم، أو ابن عشيرة، أو زميل ابتعاث، أو هاب ريح، خاويته في سفر، أو صداقات رياضية، أو علاقة نشأت إثر اجتماعات العمل، المتبادلة، بين الدول، أو قروم تعرفت عليهم، في مجالس التواصل الإجتماعي، وما شابه ذلك، من أسباب نشوء، وتكوين العلاقات، الطبيعية، بين البشر، والتي أساسها، الأُلفة، والمحبّة، والمودّة، والنيّة الطيّبة.
ينشأ الرابط إجتماعياً، وتبقىٰ العلاقة إجتماعية، ويستمر التواصل اجتماعياً، بين الأهل، والربوع، والرّفاقة، والمعارف، وكل البشر، في البيئة، الخليجية، والعربية أيضاً، باستثناء، فئة واحدة، منتشرة، في الخليج، وفي كل الدول العربية، ورغم أنها أوثق ترابطاً -فيما بينهم- وأكثر تواصلاً، إلا أن علاقتها بالآخرين، ليست اجتماعية، وروابطها ليست على نية طيبة، فلا هم قرابة، ولا خاصة، ولا زملاء دراسة، ولم تجمعهم خوّة سفر، ولا هبّة ريح، إنما يجمعهم، فكر، ومكر، ومشروع، وأجندة سياسية.
يتواصلون، ليخططوا، ويجتمعون، لينفذوا.
يتفقون على معارضة حكومات بلادهم، ويتوافقون على كُره الحكام، في كل مكان، وزمان، ويربّون أولادهم، على ذلك.
إنها الفئة، الحزبية، المؤدلجة؛ والمؤدلج، هو الذي يبيع ربوعه، لأجل حزبه، ويتنكر لرفاقته، لأجل جماعته، ويخون وطنه، لأجل مشروعه.
والملاحظة التي قد لا يتنبّه لها كثير من الناس، أن هؤلاء المؤدلجون، يتدخلون في شؤون الدول، الشقيقة، ويسمحون لزملاء حزبهم، في البلدان الأخرىٰ، بالتدخل في شؤون بلادنا، تحت شعارات، حزبية، سياسية، وحقوقية، وشعبوية، كاذبة، يرفعونها، تنتهي -دائماً- بتخريب علاقاتنا الإجتماعية، مع ربوعنا، ورفاقتنا، وأبناء عمومتنا، وعشيرتنا، وأصحابنا، وخويانا، هابيّن الريح.
تدخّلوا في شؤون البلدان، فأججّوا بين شعوبها.
تدخّلوا في فرعيات القبائل، ففرّقوا بين أبنائها.
تدخّلوا في انتخابات الجامعات، فتهاوش طلّابها.
تدخّلوا في أغلبية فبراير 2012، فشتتوا نوابها.
حتى قروب العائلة الواحدة، أو قروب الأصدقاء، أو قروب الدوام، أو الجيران، اذا دخلوا فيه، فرّقوا، وخرّبوا، وتسببوا بفتنة.
أينما تواجدوا، اشتعلت فتنة، وأينما وُجدت فتنة، سجّلوا حضورهم، واستثمروا فيها.
*
على الهامش؛
أحمد السعدون -انموذجاً-، وشخصيات كثيرة، على رأس تيارات، وكتل، لها تاريخ سياسي، استمر نشاطها منحصراً في الساحة المحلية، لم يُشركوا في أمرهم، أي أعجمي، ولا عربي، ولا خليجي، فالشأن داخلي، والحلول محلية.
أبقَوا على العلاقة الإجتماعية، والمحبة، والمودّة، مع ربوعهم، ورفاقتهم، في دول الخليج، ولم يتسببوا، في خلق فتنة، بيننا، وبين أهلنا.
خطأهم الكبير: تحالفهم مع أحزاب محلية، ذات قيادة خارجية؛ قبل تعديل الدوائر، مع حزب الله، وبعدها مع حزب الاخوان.
*
خلاصة القول:
حتى النيّة الطيّبة، أفسدوها!
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق