لا تواضع للوضيع، يضيع قدرك.
*
يصف المفكر الألماني يوهنس شير في مذكراته الصادرة ١٨٧١م نفاق السياسيين الذين يجاملون الغوغاء في الأنظمة الديمقراطية: بأنهم أشد وضاعة من موظفي البلاط الذين ينافقون السلطة الحاكمة! *مجلة الهلال ١٩٢٨/٧/١م.
الغوغاء: هي الضجّة، والصجّة، والفوضىٰ، وغوغاء الناس: هم الرعاع، الهمج، قوم الجعجعة، اللي دايم لهم قرشعة، تماماً، مثلما يحدث في ساحات المظاهرات، وتجمعات الشوارع، وفي بعض مدرجات الملاعب، من سوالف فارغة، وصراخ، وشتم، وألفاظ قبيحة، جميعنا سمعها، وكثير منا لم يستغربها، لكثرة تداولها في بيئته، واعتياد أذنيه على نغمتها، ومثلما يحدث، في بعض المجالس، حين يتحدث خمسة نفر، بصوت عال، في نفس الوقت، لذلك، أحاول دائماً، أن أكون بعيداً، عن أماكن الغوغاء، ولا أشارك في حراج أبو خمسة نفر، كما أنه لا اعتبار -عندي- للمرشح، والنائب، والسياسي، وكل شخص، يشارك في تجمعات الغوغائيين، أو يجالسهم، أو يلبي دعواتهم، أو يجاملهم، أو يرفّع لهم، أو يُثني عليهم، قولاً أو تغريداً، واللي ما له قيمة، ولا حشيمة عندي بالمرة، نائب مجلس الأمة، اللي يمارس دور هيئة دفاع، ويجعل من نفسه، لاقط لكل ساقط، من سفلة القوم، وشراذم الغوغاء، في كل مناسبة، وحدث.
للعلم، الغاغوغا لا يعمل منفرداً، بل أنه قد يُرىٰ بالصورة المثالية، والمظهر اللائق، والمنطق اللبق، والأسلوب اللطيف، ويمكن يخطب، ويصلي فيكم الجمعة، ولا تظهر عليه أي أعراض، فالغوغائية مثل حالة الصرع، التي تنتاب المتصوّفة، لا تتلبس صاحبها، إلا في مجموعات، وجمهرة، بوجود غاغوغا كبير، يستفز القرشعة، والغوغائية التي بداخلهم.
*
خلاصة القول:
الغوغائية بنت الديموقراطية!
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق