2021-12-21

سُوق العدد

لا توجد أفكار غبية، هناك أشخاص يفكرون، خارج حدود جماجمهم، فينتج عن ذلك: غرفة بدون درايش، أو غوري بدون عروة، أو تحالف مع حدس، أو مقاطعة الصوت الواحد، وما شابه!

تفوُّق المرشح، بعدد الأصوات، على منافسيه في الانتخابات، يمنحه عضوية مجلس الأمة، لكن ذلك لا يعني أنه أصبح سياسياً، ولا يخوله لطرح كل ما يطري على باله، فنجاح العدد، ليس سوىٰ ظاهرة اجتماعية، "لا تمنح أفكارا، ولا توسّع مدارك"، والأولين قالوا؛ الظواهر الفكرية تعتمد على الكيف، لا على العدد.

العائدون من الصمت، إلى المشهد السياسي، يكررون طرح أفكار بالية، نعلم، ويعلمون، أنها غير قابلة للتطبيق، لكنهم ما زالوا يراهنون، على رواج بضاعتهم، في سوق العدد، الذي يأملون أن يعيدهم، إلى أضواء البرلمان، من خلال أسماء جديدة، سوف يزكونها، ممثلة عنهم، قريباً.

الفكرة البالية، تُطرح اليوم، تحت شعار: (تجمع قوىٰ المعارضة)، مع أنه لا توجد لدينا معارضة، ولا قوىٰ!

على مدىٰ 40 سنة، تشكلت كُتل، وتكونت تجمعات، داخل البرلمان، وخارج الدوام، كلها انتهت، إلى لا شيء، ولم يستمر فيها، اثنين نفر سوىٰ سوىٰ، في نفس الطريق، بل أن كل التكتلات، والتجمعات، والتحزبات، انقلبت على نفسها، وأكلت عيالها.

ما الهدف من إعادة تدوير الأفكار البالية، والتجارب الفاشلة؟ أرجوكم توقفوا عن التفكير، وعودوا إلى الصمت.

*

رسالة إلى النائب الشاب؛ أن تكون صاحب رأي، وتعمل منفرداً، ثم لا يرضىٰ عنك الناخبون، خيرٌ ألف مرة، من أن تكون مجرد عدد، في تجمع، سينفض بعد حين، إلى لا شيء.

*

خلاصة القول:

مِن أكبر الأخطاء، طرح أفكار غير قابلة للتطبيق، ومن أكبر المصائب، محاولة تنفيذ أفكار بدون درايش.

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...