طلب المدرس من الطلبة، كتابة تعبير، عن قصة فارس 🏇، في 10 صفحات، على الأقل، فكتب أحدهم؛ ركب الفارسُ الحصان، طربق طربق طربق طربق (9 صفحات)، ثم كتب في الصفحة العاشرة،"ونزل الفارس من الحصان"!
هذا هو بالضبط، ملخص حكاية فرسان الثورات، والحِراك، وراعي الشداد، ورديفه، في الفترة من يناير 2011، حتى اكتوبر 2021.
هؤلاء الفرسان -غالباً- عبارة عن نماذج لمشاريع، شعبوية، ارتجالية، فاشلة، مكررة، ومع ذلك استمر وجودهم، وحضورهم، في الساحات، بنفس النمط، والأسلوب، يرددون ذات العبارات، والشعارات، المستهلكة، ويتحدثون عن رحلتهم مع الإنتصارات، والتي دوّن ملخصها الطالب، من صفحة 2 إلى صفحة 9، ثم .. ينزلون من الحصان.
يستغرب البعض من طول نَفَسهم، وعزمهم على النهوض من جديد، بعد كل سقوط، رغم أن جل ما يفعلونه، ليس سوى "طربقة"، وتكرار مشهد فاشل، معلوم النهاية.
السبب في استمرارهم، هو أنهم ما عندهم شيء ثاني يتلهون فيه!، أما السبب في كُبر هقواتهم، وطول أملهم، فإنه يكمن في الدعم، والتعزيز، والتشجيع الدائم، من جماهيرهم، التي تساندهم، على طريقة، مشجعي الكورة، وتدعمهم في كل حالاتهم، في شر وألا في قِدا🚶🏻♂️، صح خطأ، حق باطل، على مبدأ على جمباز، وهذا اللي غشّهم، وجعلهم يدعمون الطوفة أكثر من 7 مرات، وهنا مكمن الخلل الكبير، حين تكون علاقة السياسي، أو النائب، أو المرشح، بالناخب، مثل علاقة لاعب، بمشجّع كورة، وهذا أمر لا يحدث إلا في الكويت، فهي الدولة الوحيدة -في العالم- اللي مشاهيرها نواب برلمان!، تُلتقط معهم الصور 👥!!
من غرائب الجماهير في الكويت، أنها توّرث أولادها تشجيع النواب، مثلما تورّثهم تشجيع نادي القادسية، والعربي، وهذه ظاهرة غير صحية، سوف ينتج عنها، نشوء جيل يكتب تعبير من 10 صفحات، كلها طربق طربق.
*
تعرفون سالفة "إني سالم"؟؟، هذا واحد اسمه سالم، مقرود، لكنه جريء، وباسه قوي، يدخل في معارك كثيرة، وكلها خاسرة، كل ما طقّوه تعزوىٰ "إني سالم"، وقام، ورجع، وطقّوه، ثم تعزوىٰ، ورجع، ورنّوه، ثم قام وتعزوىٰ، وهكذا.
بعد 20 سنة، توقف سالم عن العراك، وتحسنت علاقاته مع اللي كانوا يرضخونه، ونسي الجميع كل ما فات، لكن جماهير الهوشات، ما زالت تتذكر عبارته الخالدة "إني سالم".
*
تنبيه: أبعِدوا الأدوية، والآلات الحادة، والنوّاب، عن متناول الأطفال!
*
خلاصة القول:
طربقتكم، مجرد تعبير انشائي.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق