الشعب السامي

يعيش الساميون في ما يسمىٰ بـ "لابلاند"، وهو الجزء الشمالي من دول النرويج، وفنلندا، والسويد، وروسيا.

الساميون لديهم برلمان خاص بهم، في كل البلاد التي يوجدون فيها، وهم مندمجون داخل النظم السياسية السائدة في البلدان التي يعيشون بها، لكنهم في نفس الوقت يتمتعون بما يسمىٰ بالحكم الثقافي الذاتي 🤔، وهم محميون بقوانين تُجرّم معاداتهم 😎.

ومن أشهر مشاهير الساميين في العالم، بابا نويل، سانتا كلوز، ديد موروز، والقديس نيوقلاس، واشتهروا بتوزيع الحلوىٰ على الجهّال، كل سنة مرة.

*

الزمن: عام 2030 الساعة 11.30 صباحاً.

الحدث: حكم قضائي بشطب مرشح ما، لسبب ما.

لو أخذ أحدكم جولة على حسابات الربع المختصين في تويتر، دكتور القانون، والخبير الدستوري، والنائب السابق، والنائب الجديد اللي يبي يثبّت رجله، والمرشّح اللي ودّه يصير نائبا، وكل اللي على دربهم، هل سيُقرأ لأحدهم، أن الحكم صحيح، والتهمة تستوجب الشطب؟؟

- مستحيل! فإما أن الربع سيأتون القانون من قفاه، يُكيّفون مواده، ويتطرقون لها من زوايا تُخالف حكم المحكمة -وما أسهل ذلك-، وإما أنهم سيلتزمون الصمت 🤐، وفق قاعدة "إن ما قدرت تعينه، لا تعين عليه"، تلك القاعدة الفاسدة، التي يستخدمها أصحاب المبادئ الهلامية، ممن يُشكلون آراءهم، ومواقفهم، بحسب مصالحهم المرحلية، وعلاقتهم، بأطراف القضية، على حساب كل شيء.

ثم أن الجماعة تعدوا مرحلة الإنتصار لزميل المرحلة، بتأويل مواد القانون، وتكييفها، بما يخدم قضيته، حتى وصلوا إلى مرحلة أن النزيه ابن النزيه لا يمكن أن يخالف قانون، أو يخطي، أو حتى يزل لسانه!

اليوم، تفشت ثقافة الشعب السامي في الكويت، وصلنا معها إلى مرحلة، أن كل القوم منزّهين عن الخطأ، وأنهم هم ميزان العدل، وصندوق الأمانات، والراي السديد، ينشرون البهجة، والسرور بين الناس، ويوزعون حلوىٰ على الجهال، وأن الحكومة هي اللي دائماً على خطأ، خصوصاً إذا كانت أحد طرفي أي نزاع مع القوم، أو اخوان القوم، أو عيال القوم، أو سكرتاريتهم، أو رانيا، أو صقر، أو بوحابس، أو أي مغرد بحساب وهمي، محسوب على الشعب السامي.

لا أذكر أنني سمعت، أو قرأت تصريحاً، أو تغريدة لأحدٍ من القوم، يؤيد فيها قراراً، أو حكماً صادراً بحق مرشح، أو نائب، أو أي أحد محسوب على القوم، رغم أن الأسئلة توجه لهم مباشرة، وبشكل واضح، وأنا شخصياً وجهت إلى بعضهم أسئلة بخصوص قضايا واضحة مثل شمس النهار، وفي كل الحالات كان السكوت من ذهب 🤐!

يعتقد الساميون أن كل قرارات الحكومة خطأ، وجميع آراء خلق الله المخالفة لهم غير صائبة، وفتاوىٰ العلماء باطلة، وأحكام القضاء ظالمة، ما دامت تُخالف ساميتهم.

*

القوم، مندمجون في النظام السياسي للدولة، ويشارك أكثرهم في البرلمان الشرعي، ولديهم -على الهامش- برلمان خاص بهم، وحكم ثقافي ذاتي، وقانون شعبي يُحرّم مخالفتهم، ويُجرّم معاداتهم.

*

خلاصة القول:

تدور الليالي، وأنتم أنتم، وحنّا حن 🤓

.