عندما غزا العراق الكويت ، انحاز بعض العرب إلى جانب صدام ، داعمين موقفه ، ومبررين فعلته بحجة تعرضه لظلم ، ومؤامرة من قبل دول الخليج .
ونحن بدورنا انحزنا إلى موقف حكومتنا ، ومن البديهي أن ينحاز المواطن إلى وطنه ، دون مجرد التفكير بحق وباطل ، أو التساؤل عن ادعاءات ظلم وحقوق ، فنحن هنا في موقف يكون الحياد فيه خيانة .
كانت لنا ردة فعل غاضبة تجاه أولئك العرب الغادرين الذين تربوا على أرضنا ، وأكلوا من خيرات بلدنا ، وعاشوا بيننا آمنين ، مطمئنين .
تجاوز غضبنا إلى الحقد على كثير من العرب المقيمين في الكويت ، حتى صرنا نعاقب البعض على الهوية !
كيف لا تغضب على من يأكل من صحنك ويتفل فيه ؟
كيف لا تحقد على من تطعمه ويعضك ؟
كيف لا تكره من تفتح له بيتك ويخونك ؟
هكذا كانت النظرة ، والحال ، والتعامل ، مع العربي الذي عاش على أرض الكويت ، أو وصل إليه خيرها ، ثم تعاون مع عدوها ، وساند خصومها ، محتجاً بأن الكويت أخطأت بحق العراق .
اليوم ، لا نتعرض لغزو ، ولسنا في حالة حرب عسكرية مع أحد ، لكننا في حرب سياسية ، نفسية ، اعلامية مع خصوم عدة ، وما زال أولئك العرب أمثال أحمد منصور وحثالته على موقفهم منا ، ولا غرابة ، لكن المصيبة أنهم يتمتعون هذه المرة بدعم من بعض أبناء الوطن ! المدّعين الوقوف ضد الظلم ، ومع الحق أينما كان ، ولو على أوطانهم !! إلى درجة أن بعضهم أطلق لسانه ، وسخّر قلمه ، وفتح حسابه في تويتر ليكون منبراً لدعم خصوم بلده ، وقد بلغوا من وقاحتهم في التهجم على حكوماتهم مبلغاً ظننت معه أنه لو قامت حرب خليجية مع تركيا - مثلاً - لإلتزموا الحياد ! من باب "تبي الصراحة الحق مع أردوغان ، وربعنا مخطين"!!
وعسانا نسلم على الحياد ، فتصريحات ، وتغريدات هذه الفئة ليست على الحياد اليوم ، وكما انحازت سابقاً إلى الثورات المناهضة لسياسات دول الخليج ، فهي تنحاز اليوم إلى الأحزاب المجرّمة من قبل دول الخليج ، وتدعم مواقف تركيا المستفزة لدول الخليج ، وقريباً سيصلون إلى مرحلة تشجيع أي فريق كورة يلعب ضد فرق الخليج !!
ان كان هذا هو موقف الخليجي من وطنه ، فمن يلوم الفلسطيني ، والسوداني ، واليمني ، والعراقي بعد ذلك ؟
*
خلاصة القول :
ما يذبح الرجّال ضدٍّ من بعيد
الموت وإن جت ضدّته من سِنيده
.
عبرت عن ما في قلوب أغلب الشعب الكويتي. الله يجزيك خير ولا ننحرم من قلمك .أخوك يوسف صالح الصقعبي
ردحذفعبرت عن ما في قلوب أغلب الشعب الكويتي. الله يجزيك خير ولا ننحرم من قلمك .أخوك يوسف صالح الصقعبي
ردحذفشكراً لك أخوي يوسف
ردحذف