2016-05-27

أنت وين والسياسة وين!

حزب الاخوان في الكويت اتخذ قرار العودة للمشاركة في الإنتخابات البرلمانية تقريباً في شهر 9 من عام 2013، لكن المتسيّسين على كُبر لم يعرفوا ذلك، لأن "محد علّمهم"، فاستمروا في شراكتهم الوهمية مع أعضاء وكوادر حدس -أصحاب المناصب المتقدمة- الذين أخفوا تلك الحقيقة عن شركاء الوهم حتى تحين اللحظة المناسبة للإعلان، وكان ذلك سيحدث في أي لحظة بعد اجتماع طارئ لمؤتمر حدس العام فيما لو أن مجلس الأمة تم حلّه في تلك الفترة كما كانوا يتوقعون، أو يأملون، لكن لأن المجلس لم يُحل فالربع "ما درينا"!

لماذا قلت أن القرار أتخذ في شهر 9 من عام 2013؟

في صيف 2013 ساهمت دولة الكويت في دعم المجلس العسكري المصري لعزل مرسي وحكومته، وسقط حزب الإخوان بسقوط المرشد، والقيادات الرئيسية، فانعكس ذلك على الأفرع -المتمردة على حكوماتها حينها- في دول الخليج، وعاش اخوان الخليج هاجس الإنتقام من قبل الدولة، كما حدث لإخوانهم في مصر، بسبب مواقفهم المعادية لحكوماتهم.

شعر حزب الإخوان الكويتي بضعفٍ بعد قوة، وأحس بخطر حظر الحزب، وعرف بالتوجه لإغلاق جمعية الإصلاح ولجانها، ولمس بدء مرحلة تنتيف الجنحان في وزارة الأوقاف، والنفط، وبيت التمويل إلخ، وخشي الحزب أن ينتهي به الأمر كما حدث لأصحابه في دول الخليج، فسارع كبار جمعية الإصلاح إلى حب خشم الأمير، فجددوا البيعة، وأصدروا بيانات وطنية مناقضة لتوجه جمعان ورفاقه جعلتهم في موقف محرج مع شركاء المرحلة من الكُتل السياسية المقاطعة، فسارع سياسيو حدس بتوضيح أن الجمعية غير، وحدس غير!

لكن، ولأن القرار في النهاية للقيادات الكبيرة ذات الأسماء غير المتداولة، وليست كما يعتقد البعض ممن يختزلون الحزب في جمعان! لذلك فقد غفرت السلطة الرحومة أخطاء صغار حزب الإخوان تقديراً لكبارها الذين -على ما يبدو- قطعوا وعوداً للحكومة بالتهدئة، وبالعودة لحضن الحكومة، ومن ثم المشاركة في أول انتخابات قادمة.

في نهاية شهر 9 من عام 2013 خرج مبارك الدويلة في لقاء تلفزيوني وقال بكل صراحة:

"على المعارضة أن تضع حداً لمقاطعة الإنتخابات".

وعندما يتحدث الدويلة فإنك تقرأ منه ما تم تداوله في اجتماعات كبار حزب الاخوان، وقد أخبر حينها بشكل غير مباشر أن القرار قد أُتخذ، ومن أراد توضيحاً أكثر فليقرأ مقالي: مبارك الدويلة والمعزوفة المسمومة بتاريخ 1 اكتوبر 2013


إذن، قرار المشاركة تم اتخاذه بعد انتخابات 2013 بشهرين اثنين فقط، لكن الإعلان عن المشاركة كان مرهوناً بموعد الإنتخابات التالية.

كثير ممن يقرأ مقالي هذا سيقول في نفسه أنه يعلم أن (حدس) ستعود للمشاركة وتترك (حشد) وبقية المقاطعين في مقاطعتهم، وهؤلاء ينقسمون إلى فريقين:

أحدهما ممن لا يثق بحدس وهذا عدّاه العيب، ووُفق للصواب.

والآخر ممن حالف حدس، ودعمها، ودافع عن رموزها في المجالس باعتبار أنهم رموز معارضة، وصوت لمرشحيها في انتخابات فبراير 2012 وترك عيال عمه، ولهذا الفريق نقول "أنتم وين والسياسة وين"؟!:

يا آدمي، إن كنت تدري أن حدس ستتخذ هذا الموقف مستقبلاً فما الذي حملك على مناصرتها، والتحالف معها؟!

سأجيب نيابة عنك يا من كنت مجرد شريك مرحلة تم استغفالك بشعارات كاذبة:

الحكاية وما فيها أنك كنت تناصر كل أحد ضد الحكومة، وضد رأس السلطة، ومن ضمن هذا الأحد كانت حدس التي استطاعت استمالة الشباب بمعسول الكلام، وعبارات المرجلة، عن طريق كوادرها المنتشرة حساباتها في تويتر، تلك النافذة التي ينهل منها الشباب القاعد في الدواوين معلوماتهم، وتُشحن من خلالها نفوسهم، فتعرفوا فجأة من خلاله أن حقوقهم سُلبت، وكراماتهم أمتهنت، وأن مستقبلهم مهدد، وعبارات أخرى تم استيرادها من بلاد الثورات، لكن الحقيقة أنه لم يحدث شيء من ذلك، وما زال أصحابنا يلعبون البلوت في دواوينهم بكل أمن وطمأنينة، ويسافرون صيفاً، ويكشتون شتاءً، ويُشاركون في انتخابات الجمعيات التعاونية بنظام الصوت الواحد!

عموماً، الناس تخطي وتعود. والمسلم يذنب ويتوب، وليس عيباً أنك ما تفهم، العيب أن تنكشف لك الأمور، وتصبح كشمس النهار، ثم تُكابر، وتأخذك العزة بالإثم فلا تعترف، ولا تعود.

٦ نفر من الذين أخذتهم العزة بالإثم صار لهم يومين يبررون عودة حدس، وينافحون بالنيابة عن كوادرها، ويستبسلون تويترياً في الدفاع عنها، رغم أنهم ما يعْرِقون فيها، ورغم أنهم مستمرون في المقاطعة، ورغم أنهم انتقدوا موقف ثوابت الأمة الداعي للمشاركة قبل أيام.

هؤلاء الـ ٦ نفر يعتبرون فاصلا فكاهيا في المشهد السياسي!

الزبدة يا اخوان، حدس عادت بعد أن استدرجت التكتل الشعبي إلى طريق اللاعودة.

*

خلاصة القول:

لا تقول اللي حصل ويش وألاّ ويش صار

بيّنه وأنته تمثّل علينا بيّنه

الدعاوي واضحه كنها نور النهار

واللحايا اللي تكتّم مهي بـ امْديّنه


.
مقالات ذات صلة بالمقاطعة وحدس

حدس وشعرة معاوية
ابريل 2013

المقاطعة بين المبدأ والصالح العام
يونيو 2013

المعارضة مثل المرجلة تحضر وتغيب
مايو 2014

أرثعوا فـ الحلّه
يونيو 2014


من يعلّق الجرس
اغسطس 2014

التلف من رِفقة خلف
سبتمبر 2014

المعارضة طير كبير
ديسمبر 2014

نضال سياسي أم فك ارتباط
ابريل 2015

٧ نفر
فبراير 2016

.
.


.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق