الأمثال تُضرب عادةً للتذكير، وللعبرة، والوعظ، وتضرب للمدح،
والذم، والتحقير. وتضرب للإيجاز، وللتشبيه، وتقريب الصورة.
في القرآن ضرب الله الأمثال بالحيوان من قبيل المبالغة في
التحقير، والضعف، كما جاء في ذكر الكلب اللاهث في كل أحواله، والحمار يحمل أسفاراً
لا يدري ما فيها ولا يعقلها، والحمر المستنفرة، والأنعام الضالة، والذباب الضعيف، والعنكبوت
الوهن.
*
الدكتور عبيد الوسمي أراد أن يبيّن مدى ما سيكون عليه المشارك
في العملية السياسية من ضعف وهوان في ظل هذه الأوضاع فشبّه الرجال الذين قرروا المشاركة
في الإنتخابات بالأرانب التي تمارس دوراً سخيفاً في مسرحية معروفة البداية، والنهاية،
ومكررة الفصول!
هل تكون أرنباً اذا نعتك أحد بالأرنب؟ لا طبعاً، فلو كان
الأمر كذلك لأصبح سهلاً أن تجعل من تريد أرنب، وثعلب، وضب!
الأمثال تُضرب ولا تُقاس، ويجب أن لا تُغضبكم اسقاطة الدكتور
وتأخذكم بعيداً عن موضوع الندوة والكلام الذي جاء فيها، وهل نحن فعلاً في مسرحية؟
الدكتور عبيد، وصالح الملا، وغيرهما من الأسماء المعتبرة
يكثفون جهودهم لحث الناس على استمرار المقاطعة، وكما أن المقاطعة قرارهم، واختيارهم،
فإنهم يملكون أيضاً الحق بالخروج إلى الناس ومحاولة إقناعهم بما يريدون بحسب ما يعتقدون،
لكن ذلك لن يجعل من المقاطعين أسوداً تاكل الأرانب المشاركة!
وبالمناسبة، أعرف (مقاطعين أشاوس) تذللوا للأرانب المشارِكة
في انتخابات 2013 للتوسط لهم في معاملات توظيف، وترقيات، وطلبة ضباط، وعلاج، وعقود
/ وأعرفُ أرنباً توسط لأسدٍ عند كلب!
عموماً / لنعد للمهم، هل فعلاً نحن مجرد أرانب في مسرحية
أطفال؟
إن كانت المشاركة في انتخابات 2013، وقريباً 2017 تعتبر مشاركة
في مسرحية سخيفة، فأنا ومن هذا المنطلق، والمنطق، أستطيع أن أقول أن كل أحداث مجلس
فبراير 2012 هي عبارة عن مسرحية سخيفة، بداية من انتخاب المناصب، ومروراً بالإستجوابات
وموقف نواب الأغلبية منها، والدفاع عن محمد المبارك، وحماية رئيس الوزراء، وترتيب الأولويات!
وانتهاءً بالمشهد الأخير الذي حُل فيه المجلس!
ويمكنني اعتبار استجواب أحمد الفهد مسرحية سخيفة جداً، وأن
كل الكتل، والنواب الذين تكالبوا عليه أرانب.
وأرى أن مظاهرات، واعتصامات 2011 مسرحية، وكل المشاركين فيها
أرانب.
وأعتقد أن الذين كرروا المشاركة في انتخابات المجالس التي
تم حلها 5 مرات أرانب مارست نفس الدور في مسرحية متكررة سخيفة، رغم تكرار السيناريو.
ولا أنسى حملة "نبيها 5" فقد كانت من أسخف المسرحيات
التي اجتمع فيها عدد كبير من الأرانب.
ويبدو لي أن كل الإستجوابات معروفة النتيجة مسبقاً ليست سوى
مسرحيات سامجة، وكل المشاركين فيها أرانب، مثل استجواب أحمد العبدالله، والجراح، وشرار،
وصفر، ونورية، والشمالي، وجابر المبارك، الخ.
أعتقد كذلك أن انحياز حدس للمعارضة كان مجرد مسرحية، وأحد
فصولها تشكيل نهج، وفصل آخر تحالفها مع كتلة العمل الشعبي، واعلان ائتلاف المعارضة
فصل ثالث.
في النهاية / أعتقد أن المشهد السياسي متكرر منذ 40 عاماً،
فإن كان المشاركون فيه اليوم أرانب، فالشعب كله أرانب، لأن المشاركين اليوم ليسوا سوى
نسخة مكررة من أولئك الذين شاركوا في جميع الانتخابات السابقة، وما يصير ناكل الديك
ونعاف مرقته!
*
خلاصة القول:
الديموقراطية مسرحية!
.
مقال ذا صلة
فبراير 2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق