اغترب عن أهله بحثاً عن لقمة العيش، وسعياً لتأمين مستقبل
أفضل مما ينتظره في قريته النائية، المنسية، التي يولد فيها الإنسان الهندي فقيراً،
ويموت جائعاً.
اشتغل خادماً في الكويت لدى أسرة كان كبيرها يعمل قبل النفط
في مهنة أشبه بمهنة خادم الأسرة الجديد.
5 سنوات قضاها هذا الهندي في الغربة، لم يوفر خلالها نصف ما دفعه لمافيا
الخدم من أتاوات، ورسوم، وضرائب.
ليلة البارحة انتحر هذا الخادم، بعد أن وصلته رسالة جاء فيها:
((أخي راجـو، عد إلى القرية، فقد مات أبوك، وماتت أمك، واحترق أولادك،
وتزوجت إمرأتك برجل آخر))!
لم يتحمل الصدمة، وصعد فوراً، وبدون تفكير إلى سطح أقرب ناطحة
سحاب في المرقاب وألقى بنفسه.
يقال أن الإنسان قبيل موته، وفي اللحظات الأخيرة يسترجع شريط
حياته سريعاً، وهذا ما حدث مع راجو، الذي استحضر ملخص حياته في ثوانٍ، فتذكر وقال في
نفسه:
أبي ميت منذ 20 سنة!
وأمي لحقت به بعد سنة!
أنا ليس لدي أولاد!
أنا لست متزوجاً!
ومن هذا الذي أرسل الرسالة! أنا لا اخوان عندي!
أنا أصلاً مو راجـو!! أنا اسمي كومار!
وخبط في الأرض، ومات!
*
في مقالاتي التي انتقد فيها الأحزاب، وأهل السياسة، وحدس،
وكل من أعتقد استحقاقه للنقد، أوجه رسائل واضحة، صريحة، محددة، وأسمي الناس بأساميها،
لكنني في كل مرة أبْلَشْ، وأبتلي بـ كومار يستقبل كل الرسائل نيابة عن أهلها، فيحمل
همّاً لا يعنيه، ويغتم، ويصعد فوق، ويخبط على القاع، ثم يكتشف في اللحظة التي لا رجوع
فيها أنه أصلاً مو راجو!
في كل مناسبة ينبري (الليبرالي البدوي) تحديداً في التصدي
لكل من ينتقد حدس! وقد كفيت كوادر حدس مؤونة الرد على منتقديهم بفضل كومار الذي يعلم
الجميع أنه أجهل القوم في فهم ما حدث في 2011، وأبعدهم في استيعاب ما يحدث اليوم، لكنه
بالتأكيد سيكون أفضل من يمثل دور المصدوم مما ستؤول إليه الأوضاع عام 2017!
نصيحة يا صديق، انشغل بنفسك، وأخلص في ما أوكل إليك من عمل،
واجتهد لتأمين مستقبلك، وحاول أن تقرأ عناوين الرسائل قبل أن تفتحها، وفكّر بعد أن
تقرأ، فما كان لا يعنيك فلا تحشر أنفك فيه فتجد ما لا يرضيك.
*
خلاصة القول:
خلّك في حالك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق