هل أنت ممن يقولون: "الحمد لله أني كويتي"؟
لا بأس بقولك هذا إن كنت تفخر بهويتك، وتشكر الله أن أوجدك
في هذه البقعة من الأرض، فأنعم عليك فيها بنعمة الأمن، ومتعك برغد العيش، والحياة الكريمة،
وهيأ لك سبل الراحة، والرفاهية، وميزك عن غيرك بفرق العملة!
ولا بأس أيضاً إن كنت من الناقمين، أصحاب العيون الضيقة،
والتذمر المستمر، والإعتراض الدائم، لكنك تحمد الله على كل حال!
المشكلة إن كنت من الفئة الثانية، ثم تفخر أنك كويتي!
على أيش؟ أو بـ أيش تفخر؟
حاولت تفكيك مقولة "الحمد لله أني كويتي" وتحليل
نفسية قائليها أثناء تلفظهم بها، فوجدت أن قائلها من الفئة الأولى يكررها من باب شكر
النعم، والرضىٰ، والقناعة، أما قائلها من الفئة الثانية فيتبجح بها فقط، من زود الكِبر،
والفوقية، والتعالي، والإستنكاف من أن يكون من أصحاب الجناسي الرخيصة!
ومن هم أصحاب الجناسي الرخيصة؟
الهنود الذين اخترعوا الذرة!
والأوزبك أحفاد البخاري والترمذي!
والمهري، والعراقي، والشامي، وكل كائن حي ما عنده بترول،
ولا عنده حكومة تتكفل به من الحفاظة حتى القبر!
أحد الحامدين الله أنه كويتي من الفئة الثانية، وأثناء مشاهدة
مباراة للمنتخب الكويتي مع المنتخب الأندونيسي علق قائلاً: ما بقىٰ ألا عيال الخدامات
يفوزون علينا!!
نزعة غرور لا يمكن إخفاءها تجاه بقية الشعوب الأخرى تدرجاً
بحسب سعر صرف عملة بلدانهم!
الغريب أن الحامدين من الفئتين يظهرون التفاعل في تويتر مع
مريض محتاج فصيلة +O!، ويتداعون تغريداً
لمساعدة إمراة بدون، تسكن وبناتها في خيمة في بر المطلاع! ويتوقفون عند مشاهدة أي بلسوت
أصفر يتصنع الإخلاص في العمل عند اشارات المرور، للتصدق عليه بـ150 فلس مقابل تصويره!
هنا نتوقف، ونتفكر، ونسأل:
"الحمد لله أني كويتي"
و "الطابع الإنساني" و "الكبِر" /
كيف اجتمعت، وتوالفت، وعاشت في صدر انسان من الفئة الثانية
تحديداً؟
قسم بالله مهو بصاحي ذا الكويتي!
*
"الحمد لله أني كويتي" إقرار من قائلها بفضل المنعم عليه
بها.
*
نصيحة / فقط قل الحمد لله على نعمة الإسلام، تراها راس مالك،
لا الجنسية رافعة مقامك، ولا البترول معلّي قيمتك.
*
خلاصة:
من خالف قوله عمله فإنما يوبخ نفسه.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق