2015-11-07

خلك طبيعي

أنظمة الحكم في الدول العربية متفاوتة، مختلفة، متضادة؛ ففيها النظام الملكي المركزي، والنظام الملكي الدستوري، والنظام الأميري، والجمهوري، والديموقراطي، والعسكري.
مع اختلاف الأنظمة في كل دولة، فمن الطبيعي أن يظهر الإختلاف والتفاوت لدى الشعوب في مستويات المعيشة، وسقف الحرية، وموازين العدالة، والهواجس الأمنية!
من غير الطبيعي أن تتفق فئة معينة (الإخوان) وتعبر عن شعور موحّد! بتوقيت متزامن! في كل البلدان العربية! فتشتكي الظلم، والفقر، والفساد، وتدعو إلى الثورات وتغيير الأنظمة الدكتاتورية، والملكية، والأميرية، والجمهورية، والديموقراطية، والعسكرية! بلا استثناء، بلا استثناء!
الإنسان الطبيعي الذي يتمتع بالحد الأدنى من الإدراك يعلم أن الشعوب العربية - تحديداً - وبسبب اختلاف ثقافاتها، وعقائدها، وأفكارها، واحتياجاتها! لا يمكن أن تتفق على شيء واحد باستثناء تشجيع فريق كرة قدم عربي يلعب مباراة في نهائيات كأس العالم ضد فريق كافر غير البرازيل!، لذلك يُستثنى من الحالة الطبيعية ويصنف عقله في خانة المهمهية كل عربي يعتقد أن الثورات العربية الأخيرة المتزامنة، المتفق عليها هي نتاج شعور بظلم، وجوع، وفساد.
لن أتشعب في الحديث حتى لا نفقد التركيز، وسوف أركز على حزب الاخوان في الكويت وأبدأ بـ 3 أسئلة:
قبل عام 2010 / هل تعرفون فقيراً اخوانياً؟
من سمع منكم عن مظلوم أو سجين من حزب الإخوان؟
هل كان نواب الإخوان يحاربون الفساد الحكومي؟
أنا أقول "لا"!
إذن / لا يوجد فقر، لا يوجد ظلم، لا يوجد فساد.
ليستمر معي في قراءة المقال من تكون إجابته "لا"، وليتوقف من يحاول أن يتذكر المواقف، أو من يبحث عن أي حاجة يبرر أو يبربر بها.
10 سنوات على الأقل، قبل الـ2010 عاش الاخوان فترة وئام تام مع الحكومة، فكانوا هم الوزراء، وهم الوكلاء، والمستشارين، والأعضاء المنتدبين، ورؤساء اللجان، والزكاة لهم، وبيت التمويل بيتهم، ولا فيهم اللي ناطر بيت! باختصار كانوا هم الحكومة.
وفجأة! شعروا بفقر، وجوع، وسلب حقوق، وامتهان كرامة، وتفشي فساد!
فجأة نازعهم الشوق لعودة الخلافة العثمانية!
فجأة أحبوا أردوغان!
فجأة احترموا مصداقية قناة الجزيرة!
فجأة كرهوا حكام الخليج!
فجأة مقتوا مصر وأهلها!
فجأة صالحوا مسلم البراك!
ويأتي السؤال:
ما الذي أتى بهذه الفجأة! وجعلهم ينقلبون على حليفهم وهم يتمتعون بكل هذه المناصب والنعم التي قد يفقدونها بسبب موقفهم هذا؟!
إنه التوقيت المتزامن، والشعور والشعارات الموحدة، والأوامر العليا، وقد ظنوا في الواقع أنهم لن يفقدوا مناصبهم، وامتيازاتهم، وإن فقدوها مؤقتاً فإنهم سيعودون إليها سريعاً من خلال الحكومة المنتخبة.
*
قبل أن يسألني سائل: لماذا ما تزال تكتب عن الاخوان وثوراتهم الآفلة /
أقول: لكي تتضح لنا النهايات يجب علينا أن نفهم البدايات.
*
خلاصة القول:
الإدراك هو طور بعد الإحساس، يتزايد ويتناقص بقدر تفاوت قدرات الناس / وخلك طبيعي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...