قال رجل لإبنه: كيف ترىٰ الرجال؟
قال: والله لا أراهم إلا كما الذباب.
فقال الأب: كما تراهم يرونك!
*
على هامش "هوشات المصريين" المتكررة، وما صاحبها
من ردود أفعال غير واعية من الطرفين، لاحظت أن كثيرًا من لابسي الغتر البيضاء يتفوّهون
بعبارات غير لائقة بنسفاتهم، رغم أنها غير مستغربة في مجتمعنا، فقد تكررت على مسامعنا
كثيراً، مثل:
"ما بقى غير المصري الخايس"
"المصري مثل السبرنق لازم تدوسه على طول، أو ينط بوجهك"
"المصري ما ينعطى وجه"
"هذولا مال تسفير"
وعبارات أخرى مشابهة تحكي غضبًا ممتزجًا بكِبر، وفوقية مستمدة
من سعر النفط وفرق العملة.
لم أسمع من المصريين، لكنني على ثقة أن فيهم من يردد عبارات
غرور مشابهة على نمط:
"احنا اللي علمناهم، وجملين وخيمة، وهمّا ح يشترونا بفلوسهم الوسخة"!
*
لست مهتمًا بـ"الهوشة" وأسبابها، ولا حتى بتبعاتها؛
فالقضية لدى العدالة، ولن يُظلم أحد، وهي في النهاية مسؤولية الحكومة التي سبق وأن
تعاملت بحكمة وحزم مع أحداث خيطان في فترةٍ كان حسني مبارك رئيساً لحكومة مصر القوية.
*
الذي دفعني للكتابة هو نقاش زميل لي في العمل حول الموضوع،
وانتهى بسؤاله لي:
هل تقبل الغلط من اللي أقل منك؟!
سؤال يقودنا إلى سؤال! وهل تقبل الغلط من اللي أعلىٰ منك؟
لا تفكروا في الإجابة عن السؤالين، فكلاهما يقود إلى لا شيء!
الذي يستحق التفكير والتفكر هو هذا السؤال:
ما الذي يجعلنا نشعر بأننا أعلى قدراً، وأرفع شرفاً من غيرنا؟
هل نحن شعب الله المختار؟!
*
اذا جعلتَ المال معياراً للتفاضل بين الناس، فأنت كمن رضي
بالمنزلة الدونية في حضرة الأغنياء!
وإن كان الحسب والنسب مقياسك، فكم هم الشرفاء فوقك؟
ومن يعتقد أن الجنسية الكويتية ترجح كفة ميزانه على الآخرين
فليسأل جده عن مسقط رأسه، وأيضاً لا يأمنن صروف الزمان وتقلبه!
*
حقيقة أننا شعب غريب، ومغرور على لا شيء! مسبوقين في كل مجال،
متخلفين تقنياً، مغلوبين رياضياً، منهارين اقتصادياً، ماخوذين عسكرياً! ومع كل هذا
خشومنا فوق!
أنا أقول ليتنا نترك الزومة، والنفخة، والكبر، ونتأدب بـ
"إن أكرمكم عند الله أتقاكم"
*
وليت بعضنا يعي ما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم
"كلكم بنو آدم، وآدم خلق من تراب، ولينتهين قوم يفخرون بآبائهم، أو ليكونن أهون
على الله من الجعلان".
*
خلاصة القول:
مثل ما تراهم يرونك!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق