في زمان البداوة كان صغار السن يسرحون في حلال أهليهم، ويجتمعون
في الفلاة صبيان وبنات يتبادلون الحديث، يمضّون الوقت إلى ما قبل غياب الشمس،
في أحد الأيام اجتمع الرعيان الصغار فحدثهم سالم عن شيء غريب
لم يسمعوا عنه من قبل، فقال: تعرفون السكّر؟
قطع الرعيان الصغار أحاديثهم الجانبية، ونظر كل منهم إلى
الآخر مستغربين، وقالوا: وش السكّر!
استعدل سالم، وتنحنح، وقال: السكّر حبوب صغيرة بيضا، طعمها
حلو، ثم أغمض عينيه وقال مردفاً: يا حلو السكّر حلواه، السكر أحلى من حليب المصاغير،
لا روحّت من خايعٍ فيه زملوق!
قالوا: وش درّاك يا سالم بطعم السكر، أنت ذقته؟
قال: لا، بس سليّم ولد عمي ذايقه في الكويت ويقول أنه حلو!!
وفي المساء عاد الأطفال إلى القطين وحدثوا أقرانهم عن السكر،
ولونه، وطعمه،
*
هل يصعب عليك فهم ما يدور من حولك في فلك عالم السياسة محلياً،
وإقليمياً، وعالمياً؟
جواب العاقل سيكون: نعم، الأمور معقدة، ومتسارعة، وأحداث
كثيرة لا نفهمها،
أعرف شخصا يجهل 90% من الحقائق، لا يقرأ، لا ينصت، يتابع
قناة الجزيرة، إضافة إلى 13 خدمة اخبارية كلها تنقل عن نفس المصدر!، ويتبع 180 مغرداً
لديهم نفس التوجه / متأكد أن هذا الشخص سيجيب عن السؤال بـ لا بالعكس الأمور واضحة جداً، ولا فيها غموض، وسوف يسرد عليك تفاصيل كثيرة،
خاوية، يلتقط أنفاسه خلالها بلزمة "عرفت كيف؟"، وكأنه يدرّسك!
وعرفت كيف هذه أعتقد أنه أخذها من عبدالله النفيسي المُنظر
القومي، العروبي، الشيوعي، الماركسي، الإخواني، جامع المتناقضات، الذي يحلل الحرام
سنة، ويحرم الحلال سنة - سياسياً -، والذي عاش طفولته، وصباه، وشبابه، خارج الكويت،
ثم عاد إليها يافعاً، متعلماً، لكنه لم يعد إليها للعمل، والمساهمة في نهضة البلد،
بل عاد حاملاً راية المعارضة لسياسة حكومة بلد لم يقم فيه ساعة!
عبدالله النفيسي أحد المتحدثين الذين يمتعون المستمع بجديد
المعلومات، وغريب الحقائق، كما أن لديه قدرة على تحليل الأوضاع السياسية بطريقة لافتة، وإن كان يتناولها من زاوية عوراء في كثير من الأحيان،
لكنها تلقى اهتماماً من المستمعين في عالم العميان!
وعلى طاري القدرة على الحديث، والإقناع، فنحن في الكويت نهتم
كثيراً بالمتحدّث، وعندنا جملة مديح رائجة، فحين يقال "والله فلان متحدّث"
فقد أسبغت عليه صفة مديحٍ ما بعدها صفة! وهي كافية لأن توصل صاحبها إلى مجلس الأمة،
ذلك لأننا شعب كلام!
الوكاد، النفيسي أبهر عالم العميان بما يراه بعينه العوراء،
وجعل المستمعين له يتلذذون بطعم السكر اللي ذاقه سليّم في الكويت!
المهم يا اخوان / اتركوا عنكم سالفة "فلان متحدّث"،
واحرصوا على "فلان يعمل" / وبالمناسبة، أحب أن أعيد كلمتي لمن قال لي يوماً:
يعني أنت أحسن من النفيسي؟ نعم أنا أرى أنني أحسن من النفيسي في أمور ليس من بينها
الكلام / وكلكم يجب أن يثق بنفسه، ويقدم لبلده عملاً، بحسب اختصاصه، وبقدر جهده، ،
ولا تحقرن صغيرةً، إن الجبال من الحصىٰ،
*
وعلى فكرة / الذين يصغّرون الناس بـ:
يعني أنت أحسن من النفيسي
يعني أنت أحسن من السعدون
يعني أنت أحسن من الخطيب
يعني أنت أحسن من فلان، وفلان، الخ / هؤلاء دائماً يكونون
من الفئة التي لا تعمل، وهي نفس الفئة التي تُعجب بـ المتحدّث، فقط لأنه متحدث!
وش متحدّث
يا الطيّب، وين نصرفها؟ هذه لا مكان لها في مجال العمل، والإنجاز،
*
ما ودي أطيل عليكم، وإلا فالكلام كثير!!
وإليكم جملة من متناقضات النفيسي، لتعلموا أن المتحدّث يتحدث
فقط:
إيران لا تمثل خطراً على دول مجلس التعاون،
*
نحن المطالبين بإبداء حسن النوايا تجاه ايران وليس العكس،
*
مجلس التعاون الخليجي مشروع أمريكي ابتدعوه لحماية مصالحهم،
*
يجب أن ينشأ نظام خليجي يضم ايران ويضم العراق ولا يستبعدهما
كما تريد الولايات الأمريكية المتحدة،
*
يجب أن تنشأ كونفدرالية خليجية للتصدي للخطر الإيراني،
*
جئت أنبه الأخوة المصريين من الخطر الإيراني،
*
إيران عدو،
*
قال لي حسن روحاني: أنتم في الساحل الغربي من الكويت إلى
السلطنة تبع لنا، وسيأتي اليوم اللي ستكونوا ايرانيين،
*
نطالب رجب أردوغان أن يستهل رئاسته بإقفال المصنع العسكري
( لوك هيد مارتن ) الذي يصنع الصواريخ التي تقتل أهل غزة.
*
وهذا يعزز ثقتنا بموقف تركيا أردوغان من قضية فلسطين ونأمل
أن تضع تركيا أردوغان الموانع القانونية لأي عوده لسياسات الحكومات السابقة،
*
وإليكم جملة من الأنا النفيسية:
أنا شُرفت، أنا لي الشرف أني قابلت الملا عمر وجلست معه،
رجل ليس من هذا العصر.
أنا قابلت رجب أردوغان وجلست معه جلسه مطولة،
روحاني لا يختلف عن نجاد وقد قابلته شخصياً.
أنا جلست مع صدام.
أنا أعرف الغنوشي،
أنا أعرف الجبالي.
أنا قابلت رفسنجاني
جمعني لقاء مع ولايتي،
*
وأيضاً جملة من أقواله في الاخوان أحبابه:
أنا أحب الإخوان لكنني أختلف معهم.
الإخوان لا يملكون خبرة سياسية لذلك اختارهم الأمريكان حلفاء
لهم،
*
الأمريكان مبسوطين لأنه الإخوان وصلوا للحكم، لأن الإخوان
لديهم قابلية التعاون مع الولايات المتحدة،
*
الإخوان سقطوا في مصر لأنهم لا يستطيعون تجاوز العتبة الحزبية،
*
الإخوان ليس لديهم فقه سياسي ولا فكر سياسي.
*
*
خلاصة:
لا والله ما عرفت كيف!
.