2015-07-25

لكن القلوب الفاسدة من يعلّمها

في الديوانيات نستنكر الفساد.
زملاء العمل يطالبون بالإصلاح.
قوم تويتر يحاربون الظواهر السلبية.
شيبان الجماعة يحثون على الوطنية.
الإقتصاديون يؤملونك بمشاريع نهضوية.
الشخصيات السياسية تنادي بالحفاظ على المال العام.
الحكومة تقدم الوعود بتسخير قدراتها ومقدراتها لراحة المواطن.
*
نظرياً / ما أجمل الكويت وأهلها، وكأنما نعيش في "المدينة الفاضلة".
واقعياً / ما عندنا إلا الخراط.
*
لا الحكومة أوفت بوعودها، ولا صان السياسيون المال العام، كما أن أهل الإقتصاد والتجار لم ينهضوا إلا بأرصدتهم في البنوك، وظواهرنا السلبية ينكرونها في تويتر ويمارسونها في الأفنيوز، ولم يصْدق من القوم سوى شيبان الجماعة!
*
مقتنع تماماً أن بعض المسؤولين في الحكومة، وأيضاً كثيرًا من الناس لا مشكلة لديهم مع الفساد بشكل عام، بل أنهم ينهلون بطريقة أو بأخرى من فساد المؤسسات كلما تهيأت لهم الفرصة، لكنهم يجاهرون فقط بمحاربة الفساد اللي ما لهم فيه نصيب!
وهناك فئة تُظهر محاربة الفساد وعرفت بذلك، وفي حقيقة الأمر أن مشكلة هذه الفئة تكمن فقط في خصومة مع شخص فاسد.
هذه الفئة لا مانع لديها من إستبدال فاسد بآخر بحسب المصلحة، وما تتطلبه المرحلة والظروف، وإن كان ذلك على حساب الوطن، والشعب.
صديقي أبو سعد ينتمي إلى هذه الفئة، فقد كان يحدثني عن فساد شيخ لأكثر من 12 عاماً، ثم تفاجأت منه بموقف مناقض لما سبق، حتى أنه قال لي: أتمنى أن تؤول رئاسة الوزراء إلى هذا الشيخ!
ذكّرته بمواقفه وأقواله السابقة، فرد علي: أدري، بس أبيه يدوس مريزيق!
*
أبو سعد هذا فاسد إدارياً و"بشهادتي" وقد تخصص بمحاربة الفساد المالي، ولديه حساب في تويتر يسلط فيه الضوء على كل 100 فلس حكومية ذهبت في غير مصرفها المستحق.
على نقيض أبو سعد... لدينا زميل فاسد مالياً، يستحل الرشوة، ويبررها، لكنه يبذل جهوداً مضنية في محاربة الفساد الإداري، وقد عُرف في تويتر بتغريدته المشهورة "حللوا معاشاتكم"!
*
الأمثلة كثيرة، والقائمة طويلة، وكل فاسد يقول الصلاح عندي، وقد توصلت إلى قناعة تامة وهي أن "الحكومات تستمد فسادها من الشعوب".
*
خلاصة القول:
ألا إن في الجسد مضغة، إن صلحت صلح الجسد كله، وإن فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب.
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...