قبل عام قال:
"السعودية والإمارات تدعمان الحوثي، وعندي معلومات تؤكد ذلك"
وعندما شعر بإقتراب خطر الحوثي وخاف على نفسه صاح:
"لماذا لا تتحرك السعودية لوقف التمدد الإيراني المتمثل في الميليشيا
الحوثية؟!"
وحين تحركت السعودية وأعلنت بدء عاصفة الحزم صرّح:
"قرار خاطىء، وقد ورطت السعودية نفسها وانجرت إلى وحل لن تخرج
منه"!
واليوم عدن تتحرر وصاحبنا يستمر في الخثرقة ويردد:
"هذا ليس إنتصاراً، وانسحاب الحوثي تكتيكي وله علاقة بالإتفاق
النووي بين إيران ودول الغرب"
الله يرحم الـ٢ اللي عقّبوك وش تبي بالضبط؟؟
ركّز شوي وحاول أن تفهم الوضع والحياة من حولك، وعالج نفسك
قبل فوات الأوان، وأنا سوف أساعدك وأختصر عليك الكثير من الوقت والجهد للإستشفاء -
بإذن الله - مما تعاني منه من خلال تشخيص حالتك، فالتشخيص الصحيح كما يقولون نصف العلاج.
أنت تعاني من مرض مزمن يُسمى "الجهل المركّب" وهو:
إدراك الشيء على غير ما هو في الواقع مع ظن صاحبه أنه العلم الصحيح.
وسمّي مركّباً لجهل صاحبه بالمعلومة، وجهله أنه جاهل بها!
المصاب بهذا المرض يعتقد بمعلومته ويحلف عليها حتى وإن كانت
كل المصادر تنفيها وتكذبها، وفي نفس الوقت يكذّب كل معلومة تناقض معلومته وإن أجمعت
عليها كل المصادر، وأثبتتها الشواهد.
من أعراض هذا المرض أن المصاب به إذا دخل في أي نقاش فإنه
لا يستطيع إيصال معلومته إلا بنبرة صوت مرتفعة أقرب إلى الصراخ، يصحبها إهتزاز بحد
أدنىٰ 3 درجات بمقياس ريختر!
ومن أعراضه أيضاً أن صاحبه يملك ثقة "ما لها حدود"
في نفسه، كما يعتقد بجهل كل من يخالفه.
ويتفشىٰ هذا المرض بشكل لافت بين الأشخاص الساخطين على حكومات
دولهم، والذين يحملون في صدورهم غلاًّ على حكام بلادهم.
*
أيها الجاهل، معلوماتك وتصريحاتك يكذّب بعضها بعضاً، ولا
يمكن أن يتفق معك أحد قبل أن تتفق أنت مع نفسك، فـ ركّز شوي!
أيها الجاهل، دول الخليج الـ4 تتخذ قرارات حازمة وحاسمة وجريئة،
وتدفع بفلذات أكبادها في نحر العدو الإيراني في حرب وكالة يتصدى لها بالنيابة عنه وكيله
الحوثي، وعصابات صالح، وأنت تجلس في البراد، بيدك اليسرى إستكانة چاي، وتنقّش خشمك
بالسبابة اليمين / تتهم، وتخوّن، وتحبّط / تحلل التحركات العسكرية، وتستشرف مستقبل
الحرب، وفي نبرة حديثك، وبريق عينيك أمنيات بفشل التحالف العربي في هذه الحرب.
أيها الجاهل، الذين قضوا في هذه الحرب من جنود دولة الإمارات
نحسبهم شهداء بإذن الله، وترى أنت غير ذلك بإتهام دولهم وحكامهم بالعمالة ودعم الحوثي!
يا جاهل / أهل العلم، ورجال السياسة، والقيادات العسكرية،
أدرى منك بما يجب وما لا يجب، وهم أهل الحل والربط، فاترك الأمر لهم.. وكف شرك عنهم!
*
خلاصة القول:
الجهل موت الأحياء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق