"أفضل السيئين" عبارة درجت وكثر تكرارها
على ألسن شريحة كبيرة من المتحدثين في الشأن السياسي المحلي، مسلّمين بها ومقتنعين تماماً
بعدم وجود أكفاء في مجتمعهم، مما جعلهم يتوهّمون أنهم أمام خيار واحد فقط وهو البحث
في قائمة السيئين عن شخص فاشل فاسد ميزته أن الآخرين أسوأ منه.
عبارة محبطة تكشف عن توقف طموح مروجها عند حد معين وانعدام
ثقته بنفسه وبالتالي انعدامها بمن هم حوله واعترافه ضمناً بعدم استحقاقه لأفضل من هذه
الحال، وهذه الحكومات التي تدير شؤونه وتتخبط بإدارة بلده طوال العقود الماضية.
لا يمكن أن تُبنىٰ بلد وتنهض بأمثال هؤلاء اليائسين المحبطين
الذين عجزوا عن تقديم عمل ايجابي فظنوا أن الجميع عاجزون مثلهم.
العجيب والغريب والمصيبة أنهم يروّجون ويحاولون إقناع الآخرين
ويدفعونهم لقبول صاحبهم الذي اختاروه من ضمن قائمة الفاسدين السيئين بصفته "أشوات
الموجود" وآخر حبة في السوق!
والأشد غرابة أن بعض هؤلاء المحبطين يظنون أنهم من الشعوب السامية،
ويسبغون على أنفسهم صفات الأحرار والأبطال والكرم والكرامة بطريقةٍ استئثارية تنفي
عن الآخرين هذه الصفات!
صفات وسمات حميدة لا أتصور أن يحوزها أولئك المحبطون الملاحظ
عليهم إضافة إلى يأسهم وعجزهم أيضاً ضيق صدورهم، مع حدة طرحهم، وشناعة ألفاظهم، وإقصائهم
للرأي الآخر، وتحوّل نقاشاتهم إلى جدل ينتهي بشتمٍ وزعل.
كل من وصل به اليأس إلى هذه المرحلة يجب عليه حتماً أن ينأى
بنفسه عن العمل السياسي ويمنح الفرصة لمن يملك الطموح والإرادة والرغبة في القيام بعمل
ايجابي لبلده.
*
خلاصة القول:
"أفضل السيئين" اختيار العاجز المحبط الذي لا يُعوّل
عليه في البناء وايجاد الحلول.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق