2013-09-18

علماء السلطة.. وسلق تويتر

الذين أطلقوا لقب الوهابية، ومبتدعو مصطلح الجامية، وكلاب الغرب الذين إخترعوا كلمة إرهاب، كل هؤلاء سواء وهدفهم واحد وهو تضييق الدائرة على فئة معينة من المسلمين وتحييدها في محاولة لعزلها عن مجتمعها، ثم الإستقواء عليها والإستفراد بها للقضاء عليها أو إزاحتها عن الطريق حيث يعتقدون أن هذه الفئة تعيق تحركاتهم وتقف دون تحقيق طموحاتهم السياسية وأهداف ثوراتهم.
عندما يطلقون هذه المصلحات والألقاب يُشعرون عامة الناس من البسطاء السذج أنهم غير معنيون بالأمر وأن الأمر خاص بفئة محددة دون غيرها، وبشكل تلقائي يعتقد البسطاء أنهم خارج محيط الدائرة الضيقة التي رسمها أولئك الخبثاء ويستمرون في الظن أن هذه الدائرة وذلك النقد وتلك الحرب ليست موجهه ضدهم، تماماً كما فعل الإعلام الفاسد في الكويت عندما إستخدم بعض الساقطين والساقطات الذين أوهموا الناس بأن نقدهم وسخريتهم وسبابهم موجه فقط لقبيلة مطير ورموزها دون بقية القبائل، حتى أن أكثر من طيّب قال لي شخصياً: هذا يقصدكم ما يقصدنا!
اليوم يسعى بعض الساقطين من خبثاء السياسة بمعاونة بعض الأغبياء لرسم دائرة جديدة يحيطون بها فئة صالحة من أهليهم وأبناء جلدتهم ليمارسوا عليها حرباً إقصائية، ويلصقون بها تهماً لا تمت لهم بصلة، بل أن مطلقها أولى بها.
الدائرة الجديدة إسمهما علماء السلطة، أو وعاظ السلاطين.
وقبل الإسهاب في الحديث إليكم هذا التعريف:
علماء السلطة هو مصطلح يطلق على مجموعة الأشخاص الذين لديهم قدر من العلم الشرعي ولكن يستعملونه بشكل أو بآخر لخدمة مصالح أمير أو قائد أو زعيم أو سلطان معين حتى وإن كان هذا لا يتماشى مع أخلاقيات ذلك العلم. وفي تعريف آخر هم الذين يلبّسون على العامة من أجل دراهم السلطان وتسيير مصالحهم الخاصة.
وبناء على هذا التعريف وبعد الإستعانة بالسيد منطق، فإن علماء السلطة هم أولئك الذين يعملون لدى السلطة وينالون أجورهم مقابل تنفيذ أعمال تطلبها منهم السلطة أو فتاوى تستصدرها منهم السلطة أو السكوت عن كلمة حق إرضاءً للسلطة، وهم أولئك الذين ركنوا النصوص الشرعية جانباً عندما كانوا شركاء للسلطة في الكويت، وهم أولئك الذين أفتوا لبشار قتل المسلمين سوريا، وهم أولئك الذين أفتوا لمرسي بقتل المتظاهرين في مصر، وهم أولئك الذين مُنحوا 300 ألف سهم بقيمة مليون ونصف ريال في بنك قطري مقابل الإفتاء للسلطة.
والآن لنسأل، من هم علماء السلطة في الكويت؟
طوال فترة ما بعد التحرير وحتى عام 2008 كانت السيطرة مطلقة للإخوان المسلمين على وزارة الأوقاف والإفتاء وبيت الزكاة ولجنة إستكمال الشريعة والبرامج الدينية في تلفزيون وإذاعة الكويت، وحتى بيت التمويل! وكان للأشاعرة والصوفية نصيب من ذلك قسمه لهم أصحاب القسمة، فهل نستطيع أن نقول أن هؤلاء هم علماء السلطة؟
نعم، إن كان هناك من يستحق هذا اللقب فهم أولئك العاملين لدى السلطة المتنفعين من مناصبها وهباتها وأعطياتها ومناقصاتها.
خبثاء السياسة من حركة حدس وكوادرها ومن خلفهم الليبراليين الجدد من أبناء القبائل يحاولون إلصاق هذه التهمة وهذا المصطلح بكل من يتبع منهج السلف رغم أنهم أبعد الناس عن السلطة، كما أن السلطة في الكويت لا تستفتي علماء السلف في شيء، ولا تسمع منهم، ولم يسبق أن مررت الحكومة مشروع فساد أو قراراً ظالماً إستناداً أو إستئناساً بفتوى أو رأي علماء السلف الذين لم يتقرّبوا يوماً من السلطة أو يتنفعوا منها كما فعل الإخوان، لكن خبثاء السياسة وأتباعهم من سلق تويتر يفعلون ذلك إعتقاداً منهم أن مشايخ السلف يؤثرون في الناس ويصدونهم عن الإنضمام لهم في حراكهم وفي ثوراتهم التي تقود إلى الفوضى مما قد يؤدي إلى سقوط السلطة السياسية، وفي مثل هذه الحالات يبرز دور المرجعيات الدينية التي يلجأ الناس إليها، وهؤلاء لا يريدون أن تكون لنا مرجعية حينها!
****
خلاصة القول:
رمتني بدائها وانسلّت!
.

هناك 3 تعليقات:

  1. جزاك الله خيرا ،وانت هاهنا تخاطب من له عقل ،ولكن لن تجد ممن تشرب قلبه فساد تنظيم. الاخوان الخارجي اي قابلية لتقبل الرأي المخالف لفكرهم وذلك لكونهم مبرمجين على رد ما يخالف هواهم. ولو كان حقا

    ردحذف
  2. كثيرا ما كنت أتفكر في منهج الإخوان لماذا يقدمون التربية على العلم خاصة علم العقيدة والتوحيد !؟
    ثم بدا لي لاحقا أن الأمر يلزمه التمكين وهي السيطرة الفكرية على المنتمي للجماعة فيسير على الطريقة دون السؤال لماذا وكيف !؟
    والله المستعان .
    أما ما ذكرتموه في قلمكم في حق فجزاكم الله خيرا .

    ردحذف
  3. أحسنت بارك الله فيك ووفقك لما يحب

    ردحذف