كل من يصل إلى الحكم بطريقة غير تقليدية كما حدث في مصر،
يحتاج لأمرين أساسيين: تأمين الجبهة الداخلية وتكوين علاقات سياسية خارجية طيبة .
سوف أتجاوز بالحديث عن الشق الداخلي وأختصر كلامي عن العلاقات السياسية الخارجية
التي تتعلق بأمرين مهمين: الأول يتعلق بالبيئة الجغرافية وتأمين الحدود الدولية
الأمر الذي لن يتأتى دون بناء علاقات طيبة مع الدول الإقليمية المجاورة، والثاني
يرتبط مباشرة بالدعم الإقتصادي
*
خلاصة القول:
مـا يقنـع الخبـل لين إنه يلامجها
وهناك جوانب ثانوية مثل الروابط العقائدية بين الشعوب،
والروابط العرقية والثقافية، تلك الروابط التي يختلف فيها الناس أكثر مما يتفقوا
إقليمياً لم يكن مقلقاً لحكومة مصر الجديدة سوى الجانب
الشرقي، ولكي تأمن وتؤمن هذه الحدود فقد قامت بهدم كثير من الأنفاق وتشديد الرقابة
على المعابر الحدودية مع الفلسطينيين، وتسليم مهمة مراقبة وتأمين سيناء للدوريات
الأميريكية والإسرائيلية، تلك الخطوة التي سيعقبها بيع أرض سيناء لتكون دولة
فلسطينية وفق إتفاق ما يسمى بـ حل الدولتين
أما على الجانب الإقتصادي فإن الحكومة المصرية الجديدة
تحاول الحفاظ على العلاقات والصداقات القديمة وتقدم تنازلات على مستوى كبير في
سبيل إستمرار الدعم الأمريكي وعدم سحب الدعم الأوربي، كما أنها تستخدم التقية
السياسية مع دول الخليج الصديقة لمبارك للحصول على الهبات المعتادة، فيما تحصل على
دعم لا محدود من دولة قطر مقابل تقديم تسهيلات لإستثمار طويل الأمد أشبه ببيع جزء
من البلد وتواجد دولة داخل دولة.
ويحضرني سؤال مهم حول علاقة جديدة لدولة لا تربطها بمصر أي
من الروابط التي تطرقنا لها في مقدمة المقال، فهما لا تلتقيان حدودياً ولا
إقليمياً ولا عقائدياً ولا عرقياً ولا ثقافياً.. دولة عجزت عن دعم إقتصادها المحلي
وهي أعجز من أن تدعم إقتصاد مصر.. دولة تقع تحت حصار دولي وتخضع لعقوبات مختلفة
لإنتهاكها للقوانين الدولية.. كما أنها مصنفة كدولة داعمة للإرهاب.. وأتحدث هنا عن
إيران التي سارعت حكومة مرسي بإعادة العلاقات المقطوعة معها وقدمت لها في أقل من 6
أشهر مالم تحلم به إيران في 30 سنة، علاقة مشبوهه يتجاوز الحديث عنها كل من يعجز
عن فهمها من باب.. ريّح راسك.
لا نحجر على مصر الحق في تكوين وتحسين علاقتها بالآخرين وهو
شأن خاص بمصر وأهله، لكنني شخصياً أؤمن بمقولة أنيس عبدالمعطي الذي قال يوماً: إن
كان للإسلام خير فسيكون من مصر، وإن كان شر فسيكون من مصر / وتسارع وتيرة العلاقات
بين مصر وإيران دون وجود أي مبرر ولا منفعة ولا مصلحة ظاهرة لن يعود بالخير على
مصر ولا على العرب ولا على الإسلام
ما يدور بين إيران ومصر أكبر من أن أستطيع إستيعابه، لكنني
ما زلت أتذكر مرور أول سفينة حربية إيرانية بعد سقوط مبارك بأيام، وما زلت أتذكر
كلمة محمد مرسي للسفير الإيراني حين قال: لن أقابل السفير الإيراني مالم تتوقف
إيران عن دعم بشار وقتل الشعب السوري ثم أعقبتها مباشرة مقابلة السفير وزيارة
إيران، وما زلت أتذكر خطاباته عن تحرير فلسطين، وفك الحصار عن غزة، تلك الخطابات
التي ناقضها خطاب مرسي إلى بيريز الذي بدأ بـ عزيزي وصديقي العظيم بيريز!، وما زلت
أتذكر كثير من الكلام الذي تناقضه الأفعال على أرض الواقع..
ما يدور بين مصر وإيران، وعلى الهامش تركيا وقطر، أمور قد
لا نستوعبها حتى نراها عياناً*
خلاصة القول:
مـا يقنـع الخبـل لين إنه يلامجها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق