تُهاجر الطيور، مرتين في السنة، من الشمال إلى الجنوب، والعكس، بسبب التغيرات المناخية، والبحث عن الطعام، والتزاوج، تقطع مسافات طويلة، وتواصل الطيران لساعات، تتعرض خلالها، لمخاطر كثيرة، من صيد، وافتراس، ومرض، وإنهاك، وبعضها يقطع الجادة، ويغدي، لا يبلغ مقصده، ولا يعرف يرجع لمقره.
بسبب التغيرات السياسية في الكويت، والبحث عن العِيشهْ، يهاجر بعض الناس، من الحكومة، للمعارضة، ومن المعارضة للحكومة، رايح راد، وبعضهم قطع الجادة، وما لقوه للحين.
*
روح حك إذنك بمفتاح السيارة، أو نقّش خشمك باصبعك الخنصر، إذا كنت تعتقد أن سياسة، وأداء، وخطط حكومة اليوم، أفضل، أو أنها تختلف عن حكومة أمس، وقبل سنتين، وعشر.
وعلى طاري 10، اللي ما شاف شغل الحكومة، وإنجازاتها، في الـ 10 سنوات الأخيرة، لن يُقنعه شيء، ولن يعجبه شيء، وما راح يملا عينه ألا التراب.
يا أبو مفتاح، الحكومة هي هي، بسياستها العامة، ونهجها، وتدابيرها، في الأمور المهمة، وإن تبدلت الأسماء، وإن اختلفت الأساليب، بين مرحلة، وأخرىٰ، فلا تُخضع الأمور، لتكييفك الفلسفي، وميزانك المكسور.
كثير من الناس، لا قياس، أو معيار لديه، في المفاضلة، والمقارنة، بين أي شيئين!، لا يَستدل بما يُقنع حتى نفسه، إنما يعتمد في تقييمه، وتحديد موقفه، على الأسماء، "هذا من شيعته، وهذا من عدوه"، أو اتّباعاً، وانقياداً ، وتأثّراً، بهذا، وذاك.
ينطبق على أكثرهم، قول الله تعالى: {فَإِنْ أُعْطُوا منها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذا هُمْ يسخطون}، ورغم أنهم ما ذاقوا شيئا للحين، لكنهم متأملون عراش، لذلك بمجرد بحث بسيط، ستلاحظ أن مشاهير اللعلعة، والتذمر، مطبقين الصمت اليوم، من مخضرم المخضرمين، إلى أصغر متهكم في تويتر، فلا تحلطم من شوارع مكسرة، ولا تشكّي من غلاء أسعار، ولا اعتراض على تركيبة سكانية، ولا تشكيك في القضاء، ولا فيتو لمشروع الدين العام، ولا حديث عن تعليم، أو صحة، أو إسكان، ولا هاشتاق اسقاط قروض، وحاجات كثيرة، كانت محتوىٰ كل واحد ما عنده محتوىٰ، وكل ذلك على أمل الحصول على مكاسب خاصة، ليس بالضرورة أن تكون مادية!!
الصامتون اليوم، قوم (أبو مفتاح)، كانوا يتهكمون بنا بالأمس، لوقوفنا إلى جانب الحكومة، وينعتوننا بربع "ماكلين شاربين"، أو "الحكومي"، أو "الانبطاحي"، وغيرها من وقاحات ألفاظهم، اللي عوّدت في لحاهم، بحسب تصنيفاتهم، فهم اليوم حكوميين، ساكتين، خانسين، ماكلين هواء.
أما نحن، فما نزال نردد، الحمد لله، ماكلين، شاربين، نايمين، آمنين، شاكرين الله على نعمة الكويت، لا ننازع الأمر أهله، نقف مع الوطن في شر وألا في قِدا، موقفنا ثابت، أمس واليوم، لا نميل مع الأحزاب ضد الوطن، لا نُشيطن حكومتنا انحيازاً لنواب أذناب، لا نُخالف سياسة الدولة الخارجية، لا نشكي الحكومة لدىٰ المنظمات الغربية، لا نهدد الوزراء، لا نطعن في القضاء، لا نلمز الحكام، لا نزعزع استقرار البلد، ولا نقول إلا خيراً، أو نصمت.
*
ملاحظة: قرأت لأحدهم قوله: أن مرزوق هو من كان يدير الحقبة الماضية، أي الـ10 سنوات الأخيرة، وأنه دمر البلد، وما إلى ذلك. ولهذا القائل نقول: الديرة محكومة، وتُدار من قبل حكامها، وقولك هذا، طعن بالحاكم، وبالحكومة، عليك مراجعة نفسك، واختيار ألفاظك، وإبقاء خصومتك مع مرزوق في محيطها، واعلم أن مناكفاتكم يا نواب مجلس الأمة، فيما بينكم، صقع حصىٰ في طاسة، الحمد لله الجسور أُنشئت، والمشاريع الإسكانية أُنجزت، والمستشفيات الجديدة، تم تشغيلها، وأشياء جميلة، نتعب وحنا نعددها، حدثت في الـ10 الأخيرة، والشغل ماشي، والله يرحم أبو ناصر، ويطول بعمر سمو الأمير، وولي عهده.
مع تحيات، حكومي قديم 🚶🏻♂️
*
خلاصة القول:
اِستدل، ثم اعتقد.
.
فهد الحداري
12 يوليو 2023
.