2022-06-17

محمد المطير .. لا تغضب

أكثر ما يُذهب العقل، ويُفقد التوازن، ويؤثر في مركز الذكاء، ويخرّب النّسفهْ، ويجعل المحترم مسخرة، هو الخمر.

الغضب كذلك، يفعل بالإنسان، فعل الخمرة، لكنه ما يخرّب النسفهْ.

عرفنا محمد المطير، على مدىٰ أربعة مجالس أمة، نائباً محترماً، حسن السمت، حافظ وقاره، قليل الكلام، ثقيل الشخصية، وثقيل الوزن أيضاً، وله قبول بين الناس، وكانوا يلقبونه بالسلفي الحليق!

غاب عن انتخابات 2012، وانتخابات 2013، واختفىٰ عن المشهد السياسي، ومحد نشد عنه، ثم سوّىٰ تكميم، وعاد مع انتخابات 2016، بنهج مختلف تماماً، لما كان عليه، في مسيرته بالأربعة مجالس الأولىٰ، ومواقف مناقضة، لمواقفه المسجلة، في مضابط مجلس 2003، ومجلس 2006، ومجلس 2008، ومجلس 2009.

عاد محمد المطير، ولا عادت من عودة، لا توازن، لا أسلوب، لا شخصية، كلام كثير، تصرفات هوجاء، وسلوكيات يمجها العقل، والمنطق، والذوق، وآخر سقطاته، أن يتهم خلق الله، بأنهم مرتزقة!! ودخلاء!!، فقط لأنهم لا يدعمون موقفه السياسي، المتمثل باعتصام، النواب اللي كانوا يبون بدر الحميدي يصير رئيس مجلس أمة، وما تحققت رغبتهم!

*

*

يبدو أن محمد المطير، بعد أن عاشر القوم، صار منهم، وتخلّق بخلقهم، وهو يعيش اليوم حالة غضب دائم، ويعاني من ارتفاع مستمر لهرمون الأدرينالين، يظهر ذلك، في تصرفاته، وميكروفوناته، وتغريداته، التي لم يسلم منها مئات الآلاف من الشعب، اللي ما لهم شغل في خصومته مع مرزوق، ولا في اعتصامات ربعه، ولا مواقفهم السياسية.

ربما يتساءل أحدنا: هل يمكن أن تتبدل شخصية الرزين، العاقل، المحافظ على سمته، وثقله، ووقاره بين الناس، لأكثر من 50 عاماً!، أنا أجيبكم: نعم، تتبدل، إذا أدمن الخمر، أو اذا أدمن الغضب.

اسمع يا محمد، والكلام لكل من يزكّي نفسه، وكل من يشتم الناس، في الطالعة والنازلة، ويصنف هذا، وينعت هذا، ويتلفظ على هذا، فقط لأنهم ضد توجهاتك، أو لم يُناصروا قضيتك، ويدعموا مواقفك، واعتصاماتك: 

نحن محترمون، لسنا مرتزقة، ولا دخلاء، لا نتبع معزّب، ولا نتبع حزب، ولا نتعزوىٰ لنائب مجلس، لا يستهوينا تنميق المتحدّث، ولا نصفق لبيّاع الكلام، ولا يحركنا حساب وهمي، يسحّبنا من شارع لشارع، ولسنا في خصومة شخصية مع أحد، لذلك، عليك مراجعة نفسك، والرجوع عن اتهاماتك لخلق الله، اضبط حالك، قيس أدرينالينك، ولا تغرّد وأنت زعلان.

*

خلاصة القول:

المطير لا يشرب الخمر، لكنه يشرب الغضب! 

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق