2022-06-16

إذا سلمت من الأسد فلا تطمع في صيدته

لم تكن المشكلة يوماً، في وجود صباح الخالد، ولن يكون الحل في رحيل مرزوق الغانم، القضية بكل بساطة، تكمن في المقولة الخالدة: (ألعب معاكم، أو أخرّب اللعب)، ولأن الحكومة قالت للجماعة، إلعبوا بعيد، ولم تمنح الحميدي الرئاسة، فمن هنا بدأت المشكلة.

الممارسات، هي هي، من قَبل رئاسة ناصر المحمد، ومن بعد رحيل جابر المبارك، تتغير الأسماء، وتختلف الأساليب، والثابت على مدىٰ 25 عاماً، هو الهدف، الذي يدركون أنه لا يمكنهم الوصول إليه، إلا من خلال كرسي رئاسة الوزراء، أو كرسي رئاسة مجلس الأمة، وهذا يعني، أن الجماعة مستمرون، بممارساتهم، حتى لو حطوا لهم الواثق بالله، رئيساً لمجلس الأمة، والمعتصم رئيساً للحكومة، ما لم يُعطَوا منها، ويعي هذا الكلام، كل صاحب ذاكرة، عايش مرحلة "ناصر المحمد إصلاحي"، في مجلس 2006، ومرحلة التعاون مع جابر المبارك، في مجلس فبراير 2012، وتكون الصورة أكثر وضوحاً، لمن يستذكر، ويفهم، تصويتات نواب حزب الاخوان، في انتخابات رئيس مجلس الأمة، منذ 1992 حتى 2016، واللي ما يذكر، أو ما يفهم، يروح يستوضح من النائب السابق القلاف، أو يسأل أحمد السعدون.

*

اتركوا ما ترفعه الجماعة من شعارات، حول الفساد، وخرق للدستور، فليس ذلك، سوىٰ ديباجة سياسية، وكلام مقوّل، لا يتجاوز حناجرهم، ولا يُقبل منهم، فنصف الجماعة مُتهم بالفساد، وخرق الدستور، بحسب تصريحات، واتهامات نصفهم الآخر، في مجالس سابقة، وكل ذلك مدوّن، ومؤرشف، فإن صدقوا فهي مصيبة، ومصيبة إن كانوا كاذبين.

*

في السابق، كان النواب، ينفخون رؤوس الشباب، ويسبغون عليهم ألقاباً، ومدائح، ويطيّرونهم في العجّة، للإستفادة منهم، في توجيه الرأي العام، والحشد للندوات، والتظاهرات.

الطريف، اليوم، أن الشباب هم، من ينفخ في رؤوس النواب، ويطلقون عليهم مسميّات، اندثرت، من أيام المغازي على خيل، وركايب، والأظرف أن هذه الفئة من النواب، يسمّون تلك الفئة من الشباب، بالشعب!، ويسندون عليهم، الرغبات، والإحصائيات، ويعتبرونهم مقياساً للرأي العام!!، وفي الحقيقة، أن "هؤلاء الشعب"، ليس سوىٰ جمهور كورة، يشجع ناديه، ونجومه، على طول الخط، بغض النظر، عن هوية اللاعب، ومعتقده، وأخلاقه، ومواقفه، ونواياه، بدليل، تشجعيهم اليوم، لمطير، وشعيب، ونواب حدس، فقط لأنهم لبسوا فانيلة نادي الربع!، وفي المقابل، انقلابهم على نجمهم عبيد، وعلى كل من رفض الإستمرار، باللعب معهم.

*

نقطة أخيرة، خطيرة: منذ فصل رئاسة مجلس الوزراء، عن ولاية العهد، وعين الجماعة على الكرسي، ونتذكر، حين كبّروا الشرهة، وطالبوا بحكومة منتخبة، تزامناً مع ثورات ثيران الخريف العربي، واعلانهم جابر المبارك آخر رئيس وزراء من آل الصباح، كما نادىٰ بعضهم علناً، بحكم ملكي دستوري، برئيس وزراء شعبي، لكن مشروعهم فشل، بفشل ثورات أصحابهم، ولم يستطيعوا الوصول إلى هدفهم، وذلك لا يعني أن طموحهم توقف، أو أنهم صرفوا عن هدفهم النظر، ولن يُعاودوا الكرّة، هم ما زالوا مستمرين، على ذات النهج، بالتشكيك في كفاءة كل شيخ مؤهل لهذا المنصب، والطعن في ذمته، ومحاولة إيصال الناس إلى مرحلة، أن الحل، في الحكومة المنتخبة، أي، أن الجماعة هي الحل، تحيّناً لأي فرصة، ولهؤلاء نقول: الأولىٰ فاتت، وجتكم سلامة، والمثل يقول: إذا سلمت من الأسد، فلا تطمع في صيدته!!

*

خلاصة القول:

انتبهوا، الأحداث تعيد نفسها!

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق