فترة، وزمان حكم الدولة العثمانية، ونفوذها على الحجاز، ونجد، كان (زمانٍ أمحق)، فقر، وجوع، وخوف، وسلب، ونهب، آخذ، وماخوذ، وجهل، وتخلّف، وبِدَع، وبُعدٌ عن الدين.
*
قرأت، وسمعت عشرات الروايات، من شيبان نجد، حول معيشتهم، وأحوالهم، وترحالهم، استشفيت منها، أن الوضع باختصار، كان "دبّر نفسك"، تعيش، تموت، تُذبح، تجوع، تهلك عطش، تسافر ما ترجع، تغدي في البر، ياكلك الذيب، تاكلك الضبعة، محد درىٰ عنك، فالحمد لله الذي أبدل حكم الأعاجم، بحكم العرب، وأبدل حالنا، بخير من حال أجدادنا.
*
سمعت، وقرأت أيضاً، أن الحج في ذلك الزمان، أشبه بمغامرةٍ نسبة نجاحها، كنسبة نجاح عيال الربع اللي داخلين الإمتحان بدون آيفون، فإن أمّنت وسيلة السفر، وكُلفة الحج، لم تأمن مخاطر الطريق، وصواديف بقعا، وما أكثر الذين ذهبوا، ولم يعودوا في ذلك الزمان، لذلك كان أهل الحاج يوادعونه بالبكاء، وداع من لا تُرجىٰ عودته.
وسيلة التنقل في ذلك الزمن، هي الإبل 🐪، لذلك، كان من ينوي الحج، يحرص على اختيار ناقة الحج بعناية، بمواصفات جيدة، تضمن له بلوغ مقصده، بتوقيت مناسب، ثم العودة به إلى أهله.
كانت ناقة الحج، تقطع الصحراء، وتتحمل المشاق، تحمل صاحبها لقضاء فريضته، ولا تعود به إلا وهي في أسوأ حال، لطول المسافة، وقسوة الظروف.
من غرائب حجاج زمان، أن من يعود منهم سالماً إلى أهله، يحتفل فرحاً، ويولم، بذبح ناقة الحج، متناسياً فضلها، في تحقيق هدفه!
*
في زمن الحكم العثماني الأمحق، كانت الكويت تُؤمن الخائف، وتُشبع الجائع، وتُغني الفقير، وتُكرم عابر السبيل، لذلك كانت مقصداً، وخياراً لكثير من خلق الله، الذين توافدوا إليها من الجهات الأربع، واستقروا فيها، فحققت لهم أهدافهم.
من غرائب خلق الله، أنهم يعاملون الكويت، معاملة 🐪 الحج!
*
خلاصة القول:
جزىٰ ناقة الحج ذبحها!
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق