لو أن السعودية لم تختلف مع قطر ، واقتصر الخلاف على الـ3 دول الأخرى ، هل ستكون هناك قضية ، أو أزمة بالحجم الذي نشهده اليوم ؟
طبعاً الكل سيقول لا ، لو أن السعودية ليست طرفاً ، فلن تكون هناك أزمة ، ولا مقاطعة ، ولا طلّعوا محمد المسفر من قبره ، ولا رحل علي الظفيري من الجزيرة ، ولا اشتغل أسامة فوزي هرطقاني مدفوع الثمن ، ولا تحوّل جمهور الحِراك الكويتي إلى تشجيع قطر بعد أن خرج فريقه من الدوري المحلّي ! ، ولا اكتشفنا أن بعض ربعنا أرخص من ربطة التبن الأبيض .
إذن ، أصل الخلاف سعودي قطري ، وسبب الأزمة عدم إلتزام حكومة قطر بتعهدات 2014 الموقع عليها من قبل دول مجلس التعاون الـ6 .
لنقف عند هذه النقطة ، ونتسائل : ما دامت الأزمة سعودية قطرية ، وأسبابها واضحة ، معلنة ، فلماذا يبحثون في المكان الخطأ ، ولماذا تُشن الحرب الإعلامية على الإمارات ودحلان ، والبحرين وخالد بن أحمد ، ومصر وإعلامها ، من قِبل الأجانب العرب العاملين في قناة الجزيرة ، ومن أتباع حزب الاخوان في الكويت ، ومن تبعهم من مخلّفات الحِراك ، وغيرهم من عوام الناس ؟
لماذا يبتعدون في نقاشاتهم ، وتحليلاتهم ، واتهاماتهم عن أصل القضية ، ويخوضون في قضايا جانبية ، وسطحية ، وقشور ، وتبن أبيض ؟؟
الذي أراه فيما يتعلق بأصحاب الأجندات ، والمرتزقة اللي على بند المكافآت ، أنهم يشتغلون ، وبتعمد على صرف الأنظار عن أصل المشكلة ، بالإنحراف بها إلى أسباب ثانوية ، أو ربما اختلاق أسباب ، وقد نجحوا إلى حد كبير في اقناع فئة جاهزة للإقتناع بأي شي ضد الدول الـ 3 ، واستطاعوا جذب ، واستدراج الشريحة العاطفية المكرر استخدامها في الهاشتاقات ، والمظاهرات ، والثورات .
هدفهم من ذلك التهرّب قدر الإمكان من المواجهة المباشرة مع السعودية القوية ، لذلك اتجهوا إلى الدول الأخرى ، وشخصياتها الجدلية ، باعتبار أنها الحلقة الأضعف - بحسب ظنهم - والتي يمكن التفوق عليها ، بمؤازرة الفئات الثورية المعاد تدويرها ، وتوجيهها إلى أن القضية شعبية ، إنسانية ، عاطفية ، في حين أنها قضية سياسية ، أمنية ، بحتة .
يهدفون كذلك إلى إضعاف موقف السعودية بضرب أجنحتها المتضامنة معها في المقاطعة ، باطلاق شائعات كاذبة أحياناً ، وأحيان أخرى بالتركيز على ما فيها من سلبياتٍ لا تخلو منها قطر ! ولا الجزيرة ! .
وفيما يخص بقية الجانحين عن أصل الخلاف من الفئات التي لا تبحث عن الحقيقة بالطريقة الصحيحة ، فأروي لهم هذه الحكاية قبل النوم :
كانت هناك حارة قديمة لا توجد فيها إنارة باستثناء بيت العمدة ، وبقالة أبو مصباح .
يقول أبو مصباح : ذات ليلة شاهدت شخصاً يبحث عن شيء فقده أمام البقالة ، واستمر لوقت طويل ، فخرجت إليه وسألته : عن ماذا تبحث ؟
قال : فقدت نقودي .
قال أبو مصباح ، فبحثت معه ولم نجد شيئاً ، فسألته : هل أنت متأكد أن نقودك سقطت منك في هذا المكان ؟
قال الرجل : بل فقدتها في آخر الحارة ، لكن الظلام حالك هناك ، وخفت أن أبحثت عند بيت العمدة ، فجئت أبحث عند نور بقالتك !
*
خلاصة القول :
اشتر لك مصباح ، وابحث في آخر الحارة .
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق