ممل جداً، ذلك الحديث السياسي المكرر، والذي يدور دائماً
في نفس الحلقة المفرغة، فتدور فيها، وتدور، وتعود في كل مرة إلى نفس النقطة، حتى تصل
إلى مرحلة تشعر فيها وكأنك (بعير في معصرة سمسم)!
إلا أن البعير خيرٌ منك، فقد ساهم على الأقل في انتاج الطحينية!
أما أنت فإنك تطحن هوىٰ!
عقيم جداً، في ظل كل هذه الظروف -وبعد أن انزاح العسام، وزالت
الغمة، وتكشّفت الأمور، واتضحت كل الصور- عقيم جداً نقاش ذلك الشخص أحادي التفكير
الذي ما زال ينكر الحقائق، ويكابر، ويرفض الإعتراف بالخطأ.
مريض جداً، ذلك الخصم الذي يصنف نفسه وكيلاً عن "الطيب"
و "المرجلة" المختزلة في أفعاله، ومواقفه، ومن يوالي! ثم يعمد على تصنيف
كل من يخالفه الرأي، ويجعله في خانة "الردىٰ" وإن كان أطلق من شاربه.
جاهل جداً، الذي يستهزئ بأحاديث السمع والطاعة، ويعرّض بأهل
العلم، فقط لأنه شعر بتعارض الأحاديث، وفتاوى العلماء مع أهدافه، وأنها تمنعه من مطامعه
الدنيوية، وإن ناصحته شتمك، ونسبك إلى الحكومة!
خطير جداً، عالِم الضلالة الذي يكيّف الدين بحسب أهوائه،
وأغراض حزبه.
كريه جداً، ذلك الحزبي المتلبس بالدين، المتسلق على هموم
الناس، الذي يمتطي ظهور البسطاء، الرافع لشعارات الإصلاح وما يطلبه المواطنون، فقط من
أجل الوصول إلى السلطة، والمال.
حمار جداً كل من ينحني للأحزاب لتمتطي ظهره باسم الديموقراطية،
والحرية، والحكومة المنتخبة.
مسكين جداً، ذلك البسيط الذي يشارك في أحاديث المجالس بأقوال
غيره.
متناقض جداً، من يحرّم المظاهرات في الكويت، ويحللها في مصر.
منافق جداً، من يبارك قصف الناتو للمسلمين في ليبيا، ويشجب
قصف الروس للمسلمين في سوريا.
مش واضح جداً، الذي يرفض تدخل السعودية في البحرين لمنع قلب
نظام الحكم، ويؤيد تدخل السعودية في اليمن لذات السبب.
مصرقع جداً، الذي يطالب بمقاضاة دشتي لإساءته للملك، وينتقد
مقاضاة صقر الحشاش الذي أساء للملك.
*
كثير من المجالس أصبحت مثل معصرة السمسم، ونحن روادها مثل
البعير؛ معصوب العينين، يدور لساعات متواصلة حول محوره، وفي ظنه أنه قطع مسافات طويلة!
ولو حاولنا مناقشة أي من المواضيع أعلاه مع أي من المعنيين أعلاه، فلا شك عندي أن الأمر
سينتهي بنا إلى ذات الحالة! بعير السمسم!
*
خلاصة:
بعير السمسم، يطحنه ولا يذوقه
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق