قبل أمس اعترضني أحدهم في تويتر قائلاً:
"أنت تتصيد أخطاء الاخوان"
"سلم اليهود والنصارى منك ولم يسلم منك المسلمين"
وخارج تويتر هناك من يحمل نفس الفكرة، فقد سبق وسمعت كلام
مشابه مثل:
"أنت عندك مشكلة مع الاخوان"
"أنت تعاني من فوبيا الاخوان"
هذه انطباعاتهم، وآرائهم، لا نحجر عليهم، ولا نملك منعهم
من التفكير، لكننا لسنا على استعداد لتوضيح، أو شرح كل ما نقول، ونكتب، خصوصاً لمن
دخل السياسة على كُبَر!
لن أقف موقف المدافع عن آرائي، وأفكاري، ولن أبرىء نفسي من
تلك التهم التي تصدر عادة من مؤدلج، أو خصم، أو شخص طيّب قد لا يملك خلفية كافية عما
نتحدث، ولماذا نكتب عن الاخوان بتركيز في هذه الفترة تحديداً.
لن أبرىء نفسي، بل سأشرك كل من يتهمنا بذات التهمة!
للأول أقول:
أنت تتصيد أخطاء علماء المنهج السلفي، وقد سلم منك اليهود
والنصارى، ولم يسلم منك المسلمون من حكام، ومسؤولين، ومشايخ دين تطلق عليهم علماء السلطة،
أو جامية، وأيضاً لم يسلم منك كل مسلم يدين بالولاء والطاعة من منطلق شرعي لولي أمره
المسلم.
وللآخرين أقول:
أنتم لديكم مشكلة مع الحكام، والحكومات، وتحقدون على حكام
العرب بلا استثناء.
أنتم لديكم فوبيا الخرافي، وكل سرقة في الكويت تنسبونها إليه،
حتى لو كانت سرقة قوطي ببسي من بقالة أبو الكلام، اللي على مفرق طريق الأرتال.
أنتم تعانون من فوبيا الخرافي، وما فكّه منكم إلا الموت،
وبعد أن توفاه الله تلبّستكم فوبيا مرزوق!
مرزوق يتحكم بالنواب، مرزوق يعيّن الوزراء، مرزوق يسحب الجناسي،
مرزوق مرزوق مرزوق! وش هـ المرزوق الذي يملك قوة، وصلاحيات تجعله يتحكم في البلد، وكأن
لا أمير فيها، ولا حكومة، ولا شيوخ!!
شوية عقل.
أنتم لديكم فوبيا التجار، مع أن ثلثين أهل الكويت تجار، وفيهم
صالحون، يزكون، ويربحون بالمعقول.
مشاري العنجري لديه فوبيا الرجعان، فكل تغريداته تتحدث عن
فهد.
مسلم البراك لديه فوبيا الشيوخ، فكل استجواباته، واهتماماتهم
تدور حول الشيوخ.
حشد لديهم فوبيا عبيد.
أحمد السعدون لديه فوبيا س ش / ج هـ / 4-2-4.
حمد المطر يعاني من فوبيا السمك.
عبدالله النفيسي لديه فوبيا الإمارات.
أنتم لديكم فوبيا ايران.
الشيعة لديهم فوبيا الوهابية.
الحضر لديهم فوبيا البدو.
وهكذا / الأمر سهل جداً، تجيني من هـ الباب، أجيك من هـ الباب!
لكن الحكاية ليست كذلك أيها "الفوبييون"!
الحكاية وما فيها أننا نتحدث من واقع قراءة، واطلاع، ومتابعة
عمرها ربع قرن، وما زالت.
نتحدث فيما نعتقد أننا نجيد، ونفهم، ونحذر مما نعتقد أنه
يجب التحذير منه، ونؤدي ما علينا تجاه بلدنا، وصالح مجتمعنا من خلال ما نتقن، وكذلك
يعتقد مسلم البراك، والعنجري، وكل أحد.
*
خلاصة القول:
إذا عندي فوبيا عندك فوبيا!
.