وأخيراً، البعير شاف عواج رقبته، فقد إعترف 90% من المقاطعين
لإنتخابات 2013 بحجة المبدأ أنهم مخطئون مع بعض التبرير!
لذلك قرروا العودة للمشاركة وعدم ترك الوضع السيء للسيئين!
انتخابات مجلس الأمة المقررة في 2017 من المتوقع أن تشهد
نسبة مشاركة غير مسبوقة، وسيكون الحديث عن المقاطعة حينها مجرد نكتة، ولن يضحك عليها
أحد!
لن يُحجم عن المشاركة في الإنتخابات القادمة أكثر من 7 نفر
من أهل العزة الموقِعة في الإثم، والذين جهلوا الفرق أو التفريق بين المبدأ والموقف،
وخلطوا بين السياسة والمرجلة، وهم أنفسهم من كانوا يعيبون - زمان - على من كان يرفض
المشاركة في الإنتخابات وينعتونه بـ"السلبي" لأنه يحجم عن ممارسة حقه في
الإختيار، وإن كان موقفه ذاك منطلقاً من مبدأ، أو رأي، أو رؤية.
قد تسجل انتخابات 2017 حضور ذلك السلبي إن رأى تغيراً في
الموقف الذي دعاه لعدم المشاركة في السنوات الماضية، وسيحل محله في السلبية من تبقى
من "قوم مبدأ"، وسيعيشون دور المقاطعة عناداً إلى أن يأتي اليوم الذي يدركون
فيه أن المبدأ نهج، وأن الموقف قرار.
القرار أُتخذ، وستعود كل الكتل، والملل، والنحل السياسية
للمشاركة، وسينطوي الـ 7 نفر في عزلتهم مع مبدأهم البدعة.
وبالحديث عن "البدع السياسية" لا بد أن نتطرق لحزب
الاخوان الذي تمثله حركة "حدس"، والتي ستكون أول المتنازلين عن المبدأ البدعة،
وأول العائدين للمشاركة، بعد أن ورطت الأغلبية بالمقاطعة، وربّقت "حشد" بائتلاف
المعارضة، ووهقت الشباب بالحراك، ثم صدت عنهم بعد أن ولعتهم في المظاهرات والمسيرات،
وتركتهم في الشدّة ينشدون:
يا صاحبي جارك الله ويش هالصدّه
ماهو بحقٍ تولعني وتنساني
ترى طراة الهوى لاطالت المدّه
مهوب يومٍ صديق ويوم قوماني
وإن كان ما أنته مصافيني على الشدّه
وقت الرخا واجد ربعي وخلاني
*
حدس شاركت فعلاً في انتخابات 2013، وفي تكميلية 2016، وإن
كانت مشاركتها بـ "الدّس" و "الجحيد"، لكنها في 2017 ستشارك رسمياً
بعد اجتماعٍ يصدر عنه بيان فيه كلام كثير، وتبرير، وخلاصته لزوم المشاركة في انتخابات
2017، وسوف تضحي حدس بجمعان، وتتركه ليتسلىٰ بمقاطعته الـ 6 نفر اللي عايشين الدور.
ما يهم حدس في المرحلة المقبلة هو ماذا تحقق من المكاسب،
وجمعان حقق للحزب مكاسب مرحلية وانتهى دوره النيابي إضطرارياً.
يعتقد البعض أن الحياة البرلمانية لن تعود قوية بدون فلان
وفلان، وأنهم خسارة كبيرة وكذا!
لهؤلاء نقول: الحياة لا تتوقف بموت أحد، فما بالك بنشاط سياسي
يستطيع مئات الشباب القيام به، وبأفضل مما قدم السابقون، والحياة البرلمانية التي استمرت
بتوقف وليد الجري، لن يضيرها مقاطعة 7 نفر يستطيع أي 7 نفر آخرين القيام بدورهم.
إن كان هناك رجل سيفتقده المجلس، وتتمنى وجوده الناس، فهو
الذي يقول لسان حاله اليوم:
أضاعُوني وأيَّ فَتىً أضاعوا
ليومِ كريهةٍ وسدادِ ثَغــرِ
وخـلوني لمعترك المنايا
وقد شرعت أسنتها بنحري
كأني لم أكن
فيهم وسيطاً
ولم تكن نسبتي في آل عمرو
هذا الرجل وإن كنت أخالفه في كثير، إلا أنه كان صادق النيّه،
كثير المنفعة، وفي غيابه أُغلقت أبواب كثيرة في وجوه أبناء ناخبيه.
إجتهد، لكنه أخطأ الطريق، حين قدّم الشجاعة على العقل، واستمع
رأي من لا يملك رؤية، وحالف حدس، وأطاع المحرضين على السلطة، وعندما دفع الثمن إنفضوا
من حوله، وأطاعوا القانون.. وأضاعوه!
*
خلاصة القول:
القيود الإنتخابية بإنتظاركم