قاعدة / في كل مكان من العالم يعتقد الشيعي أنه مظلومٌ مسلوب
الحقوق.
إحساس وشعور يعيشه ويشترك فيه بنفس القدَر: الشيعي الفقير
والشيعي الوزير، الموظف اللي على المعاش ومالك وكالة السيارات، الحلاق الباكستاني والطيار
الكويتي، اللي قاص مارينز واللي حاط عمامة!
باختصار، أتحدث عن عقيدة "المظلومية" لدى الشيعة،
وهي عقيدة مستنبتة منذ قرون ولها جذورها، وتفاصيلها، وأهدافها، والتي لسنا بصددها في
هذا المقام.
الذي حصل أن هذه العقيدة أو العقدة انتقلت إلى القبائل فتفشت
بين أبنائها ثقافة "مظلومية البدو"، وهي النسخة غير العقائدية لمظلومية الشيعة،
والتي ترسخت لدى القبلي -الكويتي تحديداً- بعد أن أقنع نفسه بوجودها، أو ربما أوهمه
بها السياسيون، والأكيد أنها باتت تعيش في ذهن غالبية أبناء القبائل، فأصبح كل فرد
منهم يعتقد أن كل ظلم وقع عليه إنما وقع لأنه بدوي فقط!
نعتقد ذلك رغم أننا حزنا كل المناصب المتاحة لأي مواطن كويتي،
فلم يُحجب عن أبناء القبائل من المناصب إلا ما حُجب عن غيرهم من المواطنين من حضر،
أو شيعة.
فقط 5 مناصب لم يصل إليها القبلي في الكويت، وهو في الأصل
لا يطمح إليها، لعلمه وقناعته بأنها سيادية محرمة عليه كـ حرمتها على الحضر التجار،
وعلى الشيعة، ومن ظن أن في تحريمها عليه ظلم له، فـ "المساواة في الظلم عدل"!
كيف ندّعي المظلومية ومنا نائب رئيس مجلس الوزراء، وهو منصب
ليس فوقه إلا الأمير، وولي عهده، ورئيس الحكومة.
كيف نشكو الظلم والإقصاء ومنا الوزراء، والسفراء، والوكلاء،
والمدراء، والقادة، والمستشارون، ونص البدو ضباط!
كيف يتفق أن لدينا في كل مؤسسات ومفاصل الدولة دكاترة، أطباء،
مهندسين، قضاة، وكلاء نيابة، محققين، طيارين، خبراء، ثم نتحدث عن النبذ والمظلومية!
كيف نعاني ومعاملاتنا ما تعطّل في أي وزارة لوجود قهيدان
وذيبان وطير شلوىٰ، الذين يستخدمون صلاحياتهم لتذليل كل صعب، وكسر كل حاجز.
*
أعلم أنه / بعد كل هذا سيأتي من يحدثني عن وقائع، وحالات
ظلم حصلت لفلان المطيري، وعلاّن العتيبي، سـ أقول له نعم الظلم موجود، والحالات كثيرة،
لكنها وإن بلغت مبلغاً مع البعض، فلا يمكن أن تكون لنا عقدة وعقيدة، وهي حالات ظلم
كغيرها، فكم من تاجر شكى من ظلم التجار، وكم من شيعي شكى ظلم سيّد، وكم من شيخ شكى
من ظلم شيخ، وكم من قبلّي ظَلَمَ غيره! وهكذا في كل زاوية، وفي كل دائرة مهما صغرت
هناك شعور بظلم، وهكذا هي الحياة، وكذلك هو الإنسان بطبعه.
*
خلاصة القول:
مظلومية البدو
دائرة وهمية / اخرجوا منها
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق