2015-02-12

عبيد الوسمي كتلة لوحده

لو خاض د. عبيد الوسمي إنتخابات مجلس الأمة في ظل نظام الصوت الواحد فحتماً لن يكون له نصيب في صوتي، كذلك لن يكون ضمن أولوياتي في التصويت لو عدنا إلى نظام الـ4 أصوات أو تعدل النظام إلى صوتين، فكثير من هم أولىٰ عندي من عبيد بحسب القاعدة التي أنطلق منها في إختيار المرشح الأكثر توافقاً مع ثوابتي ومبادئي وقناعاتي، لكن هذا لن يمنع أن أصوت له يوماً - عطفاً على المتغيرات المستقبلية المتعلقة بالمواقف والقناعات التي تحكمها الثوابت الدينية والمبدأ العام - وربما يكون التصويت له من باب الضرورات تبيح المحظورات، أو ربما من باب "حدّني عليك صرخوه"!
هذا مع يقيني بأن نجاح عبيد في أي إنتخابات لا يحتاج سوى لتسجيل إسمه ضمن قائمة المرشحين وانتظار الإعلان الرسمي للنتائج.
المهم / الإختلاف جوهري وعميق بيني وبين الدكتور عبيد، وأقف منه إلى الجانب الآخر البعيد تماماً في قضايا كثيرة مثل قانون الأحزاب، والحكومة المنتخبة، والثورات العربية، ومفهوم الحريات.. ودرع الجزيرة!
في ذات القضايا أيضاً أختلف مع كثير غيره من أفراد وأحزاب وكتل، لكن "يبقى عبيد كتلة لوحده"، وعقلٌ يحمل فكراً ينطلق من مبدأ ثابت ورؤية متزنة كانت كفيلة بعدم وقوعه في تناقضات كما هو حال كثير من السياسيين.
لدى عبيد الوسمي الكثير ليقدمه، وأفضل ما قدمه حتى الآن - من وجهة نظري - أنه أحدث توازناً مطلوباً في المعادلة السياسية، وأسقط ورقة التوت عن أصحاب المبادئ المطاطة، والمواقف الزائفة؛ حين كشف لكثير من الناس، ومن حيث لا يعلمون، أنهم كانوا في غيبوبة فكرية بسبب وقوعهم تحت تأثير "بروباجندا" أحادية المنظور، ضللهم أصحابها وخدعوهم بأنصاف الحقائق، فانقادوا لهم بالسير في إتجاه واحد لسنوات طوال حتى ظنوا أن لا طريق غيره!
ما يواجهه عبيد الوسمي اليوم من عداء وهجوم متكرر وتخوين وشتم ليس بسبب إختلاف حول قضية سياسية، أو عقائدية، أو فكرية، أو حتى إنتخابية، فهو يتفق مع خصومه في كل هذا تقريباً، وما لا يتفق معهم فيه فإنهم لا يختلفون!
لكن هؤلاء الخصوم قد بلغ فيهم العداء مبلغاً بعيداً إلى درجة أنهم وقفوا إلى جانب قناة الجزيرة نكاية في عبيد الذي أراد حمايتهم وإخبارهم أن الأمن الإستراتيجي خط أحمر، ورغم أنه أفشل مخطط القائمين على القناة حين أرادوا إستغلال خلافاتنا الداخلية وتجييرها لحساب أجندتهم الخبيثة إستناداً إلى تسريب إن صدق محتواه فلا تأثير له على العلاقات الدولية، وإن كذب فمن الغباء التعليق عليه.
إذن / لماذا كل هذا العداء؟
وما سبب كل هذا الهجوم، والتخوين، والتشكيك، والتشبيح في كل مناسبة؟
السبب أن عبيد سأل الناس:
"تعرفوا إيه عن المنطق؟"
وأنه قال لهم:
يا عرب يا هووه، هناك طريق آخر، أقصر مسافة، وفيه ليتات!
وهذا ما أغضب البروباجنداوية الذين يحرّمون على الآخرين كل طريقٍ لا يمر حارتهم!
*
خلاصة:
عبيد كتلة لوحده
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق