"نحن على إستعداد للتعاون مع الشيطان من أجل تحرير الكويت"
عبارة رددها الكويتيون أثناء فترة الغزو العراقي لأرضهم واحتلالها
في عام 1990، وكانوا يعنونها حرفاً ومعنى دون إعتبارات لأي شيء آخر، فالمهم أن يتحقق
الهدف.
وهذا ما حدث فعلاً، إلا أننا لم نتعاون مع الشيطان بشكل مباشر،
إنما من خلال وسطاء، حيث أبرمنا الإتفاقيات الدولية واستصدرنا قرار التحرير من خلال
وكلاء الشيطان في مجلس الأمن الذي يقوده نصراني وشيوعي وبوذي.
وقد تطلّب الأمر أيضاً أن نضع أيدينا بيد البعثي السوري،
والصفوي الإيراني، والدكتاتور المصري، والمعارض العراقي، مقدمين تنازلات كبيرة جداً
في سبيل إسترجاع الوطن من براثن العدو الغاصب.
تحررت الكويت فحمدنا الله، وبقدر فرحتنا كان إمتنانا لمن
ساهم في تحريرها، ومن جانب آخر كان غضبنا وحقدنا على كل من وقف ضدنا أو ساهم في تشرّدنا،
بدءاً بالعراق وأهله، ثم الفلسطينيين، وحزب الإخوان، وحكومات الضد الـ 4 السودان، والأردن،
واليمن، وتونس.
اليوم / وبعد مرور قرابة الربع قرن على تلك الفاجعة، نشاهد
مصائب مشابهة تحدث لبلاد العرب والمسلمين من حولنا وتخلّف كوارث إنسانية تفوق بكثير
ما حدث للكويت وأهله.
غزو، وقتل، وتشريد، ورعب لا ينتهي، لكن قياس الكويتي للأحداث
الحالية إختلف عن 1990!
لأن "يده في الماء البارد" هذه المرة.
أبو سعد الكويتي لم يعد يقبل بفتاوىٰ علماء الأمة، وكان يحترمها
ويستدل بها بالأمس حين أفتوا بجواز الإستعانة بالكافر ضد المسلم الغاصب المحتل لأرضه.
إستأنس بفتاوىٰ العلماء وقت حاجته لها واليوم يسمّيهم علماء
سلطة.
لم تتغير فتاوىٰ العلماء الراسخين في العلم، لكن أهل الهوىٰ
يتغيرون.
أبو سعد يدين بالفضل الكبير للمملكة العربية السعودية التي
إحتضنته حين شرّده الغازي العراقي، لكنه اليوم يعادي سياسة السعودية.
لم تتغير سياسة السعودية على مدىٰ عقود، لكن أصحاب الأجندات
يتغيرون.
كان أبو سعد يعتز بالإمارات ويحب زايد الخير ويتغزّل بـ دبي
محمد بن راشد، لكنه اليوم يرىٰ أن الإمارات تحارب الإسلام.
لم تتغير إمارات زايد منذ زايد، لكن ركّاب الباصات يتغيرون.
أبو سعد بارك التحالفات الغربية والغزوات الأمريكية على أفغانستان
المسلمة والصومال العربي والعراق الشقيق، وهلل لقصف الناتو للشعب الليبي المسلم، وصمت
عن قتل اليمنيين بطائرات أميركية بدون طيار، لكنه يرفض التحالف الدولي ضد داعش.
لم تتغير أهداف التحالفات الغربية، لكن وكلاء الشيطان يتغيرون.
أبو سعد كان يحقد على جماعة الإخوان الذين أرادوا التضحية
بوطنه لأجل مصالحهم الدنيوية تنفيذاً لأجنداتهم الدولية، لكنه اليوم يرىٰ أن الحرب
على الإخوان حرب على الإسلام.
أبو سعد يعتقد أن الغرب الكافر يضمر الشر لبلاد المسلمين،
لكنه ما زال يستنصرهم لإرساء الديموقراطية.
أبو سعد يشكك في مصداقية ديك تشيني الذي أكد أن أوباما هو
الداعم الأول للإخوان في مصر والعالم، لكنه يستشهد بتقارير هيومن رايتس التي تنتقد
الملك عبدالله.
*
خلاصة القول:
إذا كانت يدك في الماء البارد، فلا تجعل عقلك فيه أيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق