يعتقد أبو سعد أن الذي يبكي أكثر في تويتر هو المؤمن الصادق
الذي قام بدوره تجاه غزة وأطفالها.
اسألك بالله يا أبو سعد واصدقني القول / كم مرة دعوت لغزة
وأهلها في صلاتك منفرداً؟
وبكم تبرعت لهم منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة؟
وما الشيء الذي تعتقد أنك تفوقت به على الآخرين الذين تشتمهم
وتنعتهم بالمتخاذلين وتصنفهم بالمتصهينة العرب؟
لا أعتقد أنك تملك غير الدعاء وبذل بعض المال لأهل غزة، ونحن
مثلك لا نملك أكثر من ذلك، و"علمنا وعلمك" عند الله فهو الذي يسمع مناجاة
عبده له، وهو القائل سبحانه (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا
وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ).
وحتى لو كنت حاكماً يا أبو سعد فلا أعتقد أنك ستفعل الكثير
لأنك تحترم الدستور! والإتفاقيات الدولية! وتؤمن بحرية الأديان! وتلتزم بقرارات الأمم
المتحدة!
فلا تزايد بنخوتك للدين وللمسلمين على الآخرين، ولا تجعل
الولولة في تويتر مقياساً لنصرة غزة.
وأيضاً / لا تختزل الطيب في نفسك والردىٰ في غيرك.
في الحقيقة أرى أنك صادق أحياناً، لكنني على يقين أنك تستغل
أحداث غزة لشتم حكام العرب، والتقليل من قدر علماء الدين، وتصفية حساباتك مع خصومك
السياسيين.
وأرى أنك تؤمن بقول الله تعالى: (ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا
اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي
القوم الظالمين).
وتعتقد أن حكام الخليج من العرب المتصهينة لكن حمد لم يتصهين
في عينك، رغم أن موالاته لإسرائيل وصحبته مع اليهود تفوقت على صحبة المهادي لـ مفرج
السبيعي.
وأرى أنك تفضل أردوغان على كل العرب، رغم أنه موالي بدرجة
امتياز لإسرائيل! وعلاقاته السياسية، العسكرية، التجارية، الرياضية، السياحية مع اسرائيل
علاقات تسجل حتى هذه اللحظة أرقاماً قياسية لا سابقة لها ولا ينافسه في دعم اليهود
سوىٰ أوباما.
وأرى أنك سترجع عن قولك -اللي صجّيتنا فيه العام الماضي-
عن خطورة المد الصفوي والهلال الشيعي، وستقول قريباً: خامنئي أشرف من العرب.
وأرى أنه سيأتي اليوم الذي يُعلن فيه الجهاد ولا تنفر مع
المسلمين لأن الحاكم العربي متصهين!!
*
يا أبو سعد/
احقد على الحكام واشتم المتخاذلين وقل ما شئت، لكن لا ترفع
قدر اليهود الخنازير المغضوب عليهم والمطرودين من رحمة الله.
يا أبو سعد/
انصر غزة وتبرع لأهلها وادع لمستضعفيها وسنؤمّن معك، لكن
عيب عليك وعار وخزي أن تقول "اليهود أشرف من المسلمين"!
يا أبو سعد/
إذا كان هناك متصهينة عرب يدعمون اسرائيل / فالذي يمتدح اليهود
وعدالتهم وانصافهم وانسانيتهم ويمنحهم وسام "الشرف" أيضاً يدعمهم... فـ احذر!
*
خلاصة القول:
اللهم العن اليهود ومن والاهم، واكشف ستر المنافقين.
*
الشرف هو العلو / وهو من الأخلاق الحميدة، كما يستدل به على
نقاء السريرة والأمانة المادية والأخلاقية، وأيضاً البعد عن الأفعال الآثمة أو التي
يجرمها المجتمع، كالسرقة والاغتصاب والقتل والسلب والنهب / فلا تسبغه على اليهود الأنجاس
يا مسلم!
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق