2014-07-29

الـ مُحْبـَطـون الـ مُحْبـِطـون

 "أفضل السيئين" عبارة درجت وكثر تكرارها على ألسن شريحة كبيرة من المتحدثين في الشأن السياسي المحلي، مسلّمين بها ومقتنعين تماماً بعدم وجود أكفاء في مجتمعهم، مما جعلهم يتوهّمون أنهم أمام خيار واحد فقط وهو البحث في قائمة السيئين عن شخص فاشل فاسد ميزته أن الآخرين أسوأ منه.

عبارة محبطة تكشف عن توقف طموح مروجها عند حد معين وانعدام ثقته بنفسه وبالتالي انعدامها بمن هم حوله واعترافه ضمناً بعدم استحقاقه لأفضل من هذه الحال، وهذه الحكومات التي تدير شؤونه وتتخبط بإدارة بلده طوال العقود الماضية.

لا يمكن أن تُبنىٰ بلد وتنهض بأمثال هؤلاء اليائسين المحبطين الذين عجزوا عن تقديم عمل ايجابي فظنوا أن الجميع عاجزون مثلهم.

العجيب والغريب والمصيبة أنهم يروّجون ويحاولون إقناع الآخرين ويدفعونهم لقبول صاحبهم الذي اختاروه من ضمن قائمة الفاسدين السيئين بصفته "أشوات الموجود" وآخر حبة في السوق!

والأشد غرابة أن بعض هؤلاء المحبطين يظنون أنهم من الشعوب السامية، ويسبغون على أنفسهم صفات الأحرار والأبطال والكرم والكرامة بطريقةٍ استئثارية تنفي عن الآخرين هذه الصفات!

صفات وسمات حميدة لا أتصور أن يحوزها أولئك المحبطون الملاحظ عليهم إضافة إلى يأسهم وعجزهم أيضاً ضيق صدورهم، مع حدة طرحهم، وشناعة ألفاظهم، وإقصائهم للرأي الآخر، وتحوّل نقاشاتهم إلى جدل ينتهي بشتمٍ وزعل.

كل من وصل به اليأس إلى هذه المرحلة يجب عليه حتماً أن ينأى بنفسه عن العمل السياسي ويمنح الفرصة لمن يملك الطموح والإرادة والرغبة في القيام بعمل ايجابي لبلده.  

*

خلاصة القول:

"أفضل السيئين" اختيار العاجز المحبط الذي لا يُعوّل عليه في البناء وايجاد الحلول.

. 

2014-07-28

أرثَعوا فـ الحِلّهْ

بعد تحصين مرسوم الصوت الواحد دستورياً، أرادت فئات من الشعب الكويتي ممارسة حقها في المشاركة السياسية والترشح لانتخابات مجلس الأمة رافعين شعار "نتركها لمن؟" لكن رغبتهم قوبلت بالاستنكار والرفض من قبل فئة أخرى مارست عليهم ضغطا سياسيا وارهابا فكريا، والتهديد بعزلة اجتماعية ونبذ وشتم وتصنيف وطرد من الديوانيات بعد أن اتخذت "حشد" و "حدس" وبعض النواب السابقين موقفاً بعدم المشاركة في الانتخابات ترشحاً وتصويتاً بعد بيان صادر تلخص في كلمة أحمد السعدون المشهورة:
 "نترك الوضع السيء للسيئين"

أحجم كثير من الناس عن المشاركة تحت ضغوطات الأصوات المرتفعة والتغريدات الموجهة فخرجنا بمجلس أمة مهمته إضفاء الشرعية على مشاريع الحكومة وتمرير قراراتها.

نعم يا سيّد أحمد لقد تركتم الوضع السيء للسيئين فعملوا ما بدا لهم و "أرثعوا في الحِلّهْ" وتضرر البلد وتعطلت مصالح الناس، وسُجن المراهقون، وسُحبت الجناسي، وأصبحنا نعيش الغربة في الوطن بعد أن أخلينا الساحة للسيئين بإقصاء أنفسنا من المشهد السياسي الذي كانت كفته تتأرجح بيننا وبين الحكومة بـ14 نائبا وبـ17 نائبا، لكنه كان عدداً كافياً نوعاً ما لمنع جزء من الفساد ورفع بعض الظلم وإيقاف كثير من القرارات الجائرة.

واليوم نرى الفساد ولا يد لنا في منعه أو الحد منه، وأكثر ما نستطيع هو الدعاء على الظالم والولْولة في المجالس وفي تويتر نادبين حظنا على الخسائر التي تكبدناها والمستقبل المجهول الذي ننتظره أو ينتظرنا.
ومن هو الخاسر الأكبر؟
ليس أنت بالتأكيد يا أبو عبدالعزيز، ولن تكون حدس التي عادت لحضن الحكومة، وليسوا دكاترة الجامعة المحتفظين بوظائفهم، ولا الأغنياء المؤمّنين مستقبلهم بأملاك في قريه والقصيم والبوسنة ولندن، ولا التجار الكانزين الأموال، ولا أصحاب الشركات الحائزين على المناقصات، ولا المحامين الذين يقتاتون على مصائب الناس، ولا الإعلاميين المتنقلين بين المعازيب ملاّك وسائل الإعلام، ولا فداوية الشيوخ، ولا شيوخ المعارضة الطارئة.
الخاسر الأكبر هو الوطن، ثم المواطن البسيط الحائر الذي يعاني من فساد الحكومة ولا يثق بمعارضة أخطأت طريق العمل السياسي وضمت في قائمتها أسماء تمرغت في وحل الفساد الحكومي سنين طوال.
 *
وبمناسبة  "مصيبة سحب الجناسي" نترحم على حمود الزيد الخالد الذي اعترض على اطلاق يد الحكومة في سحب الجنسية دون محاكمة / كما نشكر الدكتور عبيد الوسمي الذي تنبه لهذه المسألة وقدم اقتراحاً بقانون يقيد القرارات الصادرة في مسائل الجنسية ولا يعتبرها من أعمال السيادة.         
*
خلاصة القول:
استهزأوا بـ نتركها لمن / وتركوها للسيئين / فـ أرثعوا في الحلّه
*

2014-07-16

انتهوا هو خيرٌ لكم



من هم "علماء السلطة" المقربين من الشيخ جابر رحمه الله؟ 
من هم "شيوخ الدين" المحسوبين على الشيخ سعد رحمه الله؟
من هم الوعـّاظ الذين يستشيرهم سمو الأمير صباح الأحمد؟ 
هل هناك "شيوخ دين" ضمن بطانة الشيخ ناصر المحمد؟
وهل لجابر المبارك جلساء يؤثرون في القرار من أهل الدين؟ 
وهل لأحمد الفهد مستشارون من أتباع المنهج السلفي؟
هل سبق أن اتخذت الحكومة قراراً ظالماً بحق المواطنين ومكتسباتهم استناداً إلى فتوى أو رأي عالم دين؟ 
هل استعان سرّاق المال العام بمشايخ الدين في نهب المليارات؟
هل لعلماء الدين دور في التحويلات المليونية، وغسيل الأموال؟ 
هل ساهم الدعاة والوعاظ في الإستيلاء على أملاك الدولة والشاليهات والجواخير والمزارع؟
هل أفتىٰ شيوخ الدين بجواز الفساد الإداري الذي يمارسه الشعب الكويتي؟ 
هل عطّل أتباع المنهج السلفي التنمية في البلاد؟
وهل كانوا سبباً في رداءة التعليم؟ 
وهل هم سبب المشكلة الإسكانية؟ أو الصحية ؟ أو الرياضية؟
هل كان "علماء الدين" سبباً في مشكلة البدون؟ 
هل ألغيت تظاهرة أو اعتصام أو مسيرة بأمر من علماء ومشايخ الدين؟

*
الإجابة على جميــع الأسئلة السابقة ستكون بـ ( النفي ) طبعاً / وهذا يقودنا مباشرة إلى سؤال مهم جداً: 
لماذا إذن يحاول "خبثاء السياسة" إلقاء مسؤولية فساد الحكومات على علماء الدين والمشايخ من أهل العقيدة الصحيحة المتمسكين بنهج السلف الصالح؟   
ولماذا جمعان الحربش لا يحدد من يكون "علماء السلطة" ويسمّي وعّاظ السلاطين بأسمائهم؟
لماذا لا يخبرنا من هم (علماء السوء صنّاع الظَّلَمة الذين يصنعون الفساد)؟ وكيف صنعوا الظلم والفساد؟


"كلامه في أول 4 دقائق"

هل يقصد عجيل النشمي وخالد المذكور اللذان أسندت إليهما الحكومة مهمة الإفتاء في الدولة طوال عقود الفساد المنصرمة؟

لا طبعاً / فهما ينتميان إلى حزبه ويحملان فكره!

الجواب يملكه الحربش إن كان يجرؤ أن يضع نقاطَ ما يدّعي أنه حق على حروف ما يعتقد أنها حقيقة / وأتمنى أن يكون ذلك في لقاء تلفزيوني مباشر ويكون معه على الطرف الآخر ضيف أرشحه أنا شخصياً وبمعرفتي.   

وهنا أطلب منكم أن تسألوا أنفسكم:

ما هي مناسبة هجوم الحربش على "علماء الدين" ولمز من يتبعون نهج السلف في ندوة (ساحة الإرادة) التي كانت برعاية أحمد الفهد، وموضوعها المتعلق بالإنقلاب والخيانة وسرقة مقدرات الشعب وغسيل الأموال؟؟

- طبعاً لا توجد مناسبة، والحربش لم يقرّر له أصلاً أن يكون ضمن المتحدثين في الندوة إلا بعد نشر مقال "الكاميكازي مسلم البراك"!!!

وأسأل أيضاً: لماذا يتخصص الحربش بغمز ولمز علماء المنهج السلفي وينعتهم بـ"الجامية"، وفي نفس الوقت يخرس عن اتهام علماء الشيعة، والصوفية، وقيادات جمعية الإخوان الموالين للحكومة؟؟

*

ومن هم علماء الدين الذين يأخذ جمعان الحربش وأهل الحراك بفتاواهم ويستأنس برأيهم فيما يجوز وما لا يجوز؟

لا يهمني في المقام الأول نقد جمعان الحربش وأدعياء الإصلاح في الحراك أو تبيان أخطائهم والإنتصار عليهم، فـ هدفي هو تنبيه المواطن الصالح وتحذيره من تلبيس أهل السياسة الذين يمتطون الدين، وينفّرون المسلمين من العلماء والمشايخ بغرض الوصول لغاياتهم الدنيوية الحقيرة، لأنهم يعتقدون أن علماء الدين يعطلون حراكهم وثوراتهم ويحولون بينهم وبين الناس الذين يعتبرون وسيلتهم ووقود ذلك الحراك وتلك الثورات .
 
*
عموماً / الكويت دولة مدنية تحكم بدستور وضعي (ينادي أهل الحراك باحترامه)، وليس لأهل الدين مجال فيه للتدخل  أو حتى التأثير الحقيقي في أي قرار. 

والعاقل يعي ويعلم أن أهل العقيدة الصحيحة لا يمكن أن يكونوا شركاء في أي عمل أو قرار فيه ضرر للعباد والبلاد، ولم يكونوا يوماً شركاء في الفساد.

وأنتم يا أهل الحراك دعاة الإصلاح والتغيير / إنكم تخاصمون الحكومة وهي التي تسمح وهي التي تمنع، وهي صاحبة القرار، إن كان من خير لهذا البلد فهو منها، وإن كان من فساد فهو برعايتها / فاتركوا عنكم التعريض بالدين وأهله / فالعقيدة الصالحة ليست خصماً لكم، وعلماء المنهج السلفي أحرص منكم على الصلاح والخير.
* 
أرى أن الذي يعجز منكم عن فهم الدستور ومواده يلجأ إلى السعدون وخبراء الدستور / ومن يحتاج استشارة قانونية يستعين بـ عبيد الوسمي / ومن مرض يذهب إلى الطبيب / وتدفعون الأموال للمهندس لتصميم منازلكم / وللميكانيكي لإصلاح سياراتكم / وللكهربائي / والنجار / والسبـّـاك!!

كل أمرٍ توكلوه إلى أهله إلا الدين!! فإنكم تلجأون إلى عقولكم القاصرة لتكييفه وهواكم.
 
انتهوا هو خير لكم.

*
وبذلك نصل إلى خلاصة القول وهي : 

السلفية منهج ، والإخوان حزب ، وأهل المطامع الدنيوية قصار نظر .  



.

مقال ذو صلة/ علماء السلطة و سلق تويتر

.
.

خير في بطنه شر

يسمّونها الزاوية الميتة؛ تلك الزاوية التي لا تستطيع مشاهدتها من خلال المرآة الوسطى بالسيارة، أو مرآة السائق الجانبية، ومكانها خلف الجانب الأ...