2014-02-05

نعم، أنا أضرب مكوّنات الحِراك

الفراسة هي الإستدلال بظاهر الشيء لمعرفة باطنه، وهي علم قديم من علوم الطبيعة لم يعد أحد يستخدمه اليوم لأن المتفرّسين لا يجدون سوقاً لسلعتهم وإن عرضوها بالمجان!
 
وهب أنك تفرست أمراً وأطلعت عليه من حولك نصحاً وتنبيهاً وتحذيراً من شخص أو فئة أو حدس أو أي حاجة ظاهرها الخير وباطنها باطن.
 قد تسمع حينها من يقول لك "لا تألف علينا "، أو "ياآآخي لا تدخل في النيّات، حنا لنا الظاهر"!
 
نعم لنا الظاهر ولا نأخذ الناس بالنيّات، لكننا أيضاً نعتقد أن هذا الظاهر يكشف أحياناً عن حقائق مناقضة لما يبدو عليه، وقد وهب الله أناساً القدرة على معرفتها، لكن كثيرا من الناس لا يتقبلون ذلك، خصوصاً ممن يعرفونهم، وكلما كانت العلاقة الإجتماعية بالمتفرّس أقرب كلما زاد النفور والإصرار على رفض كل محاولاته لتبصيرهم!
ولو أن فلكيّةً أو عالِمَة غجرية كافرة كاذبة تنبأت بأمر لرأيت أكثر الجماعة يتحرّون موعدها ويرددون خثاريقها في مجالسهم ويتناقلونها عبر أجهزتهم.
*
قريباً من الفراسة هناك بُعد النظر والمقدرة على تحليل القضايا بدراسة خلفياتها ومعايشة حاضرها والتنبوء بمستقبلها إستناداً إلى ما يتوفر من دلائل ومعطيات من شأنها إعطاء صورة واضحة يمكن من خلالها فهم الأمور ومنح رؤية أفضل للتقييم / وقد قيل:
"من لا يقرأ التاريخ لا يفهم الحاضر ولا يستشرف المستقبل"
 *
ما سبق ليس سوى مقدمة وافتتاحية لموضوع طويل سببه هجوم أتعرض له بشكل متقطع منذ عام 2008، وبشكل متكرر منذ 2011، على هيئة أسئلة وعبارات تصدر عن أشخاص متشابهون بتوجهات مختلفة وأحياناً متخلفة، ويمكن تلخيص تلك الجمل الكثيرة بـ:
"أنت تهاجم المعارضة وتضرب مكونات الحراك"
 
كنت أرد عليهم كلٌ بحسب  طريقة توجيهه للعبارة أو السؤال، فأجيب البعض بأن النقد ليس هجوماً والنصح ليس ضرباً، والتحذير واجب والتنبيه لفت نظر.
والبعض أجيبه بأسئلة مضادة مثل:
"من هي المعارضة"
و "ما هي مكونات الحراك"
فمن يرى أن حدس معارضة لا أخوض معه في نقاش، لأنه إما حديث عهد بسياسة أو أنه عطّل عقله واستبدله بعاطفته، فأصبح قاصر نظر محدود التفكير.
ومن يعتقد أن المنبر ورانيا والجاسم والدريس وسكرتارية النواب.. الخ، هم مكونات الحراك فأقول له:
"نعم أنا أضرب مكونات الحراك".
وهناك فئة ثالثة أكتفي بالرد عليهم بعبارة:
"حنّا نعرف الرياجيل".
 
*
 
لا أدّعي الفراسة لكنني قرأت التاريخ وأحاول فهم الحاضر لأستشرف المستقبل حتى لا أقع في التناقضات كما وقع فيها كثير من مدعّي المعارضة.
 
وقد استقر في يقيني أن ما أقوم به هو نقد إيجابي أثبتت الأيام صحته في كثير من المواقع بدءاً من انتقادي للسذج والمنافقين الذين امتدحوا حسن نصرالله في عام 2008، مروراً بموقفي من المظاهرات ومسيرات الشوارع والحكومة المنتخبة، وانتهاءً بما كتبته عن ائتلاف المعارضة وحدس وعلماء السلطة.
اكتشفت أيضاً أن مرددي عبارة "أنت تضرب مكونات الحراك" ينقسمون إلئ 3 فئات:
الأولى قلة صادقة عاطفية غير مدركة لحقيقة ما يدور /
وأخرى تتكون من غوغاء الناس الذين يخاصمون الناس بحسب موقعهم من الإعراب!
وثالثة ليست سوى أذناب كلاب أو مغفلون يتم تحريضهم بالإيحاء!
 *
كل نقد كتبته وافقني عليه و فيه بعض الشخصيات السياسية والكتّاب المحسوبين على المعارضة، بل أن ما كان يُعاب علينا في فترة سابقة يقول به أكثرهم اليوم وكأن لم ينتقدوه بالأمس!
فلماذا يصنّفون مقالاتي هجوماً وضرباً ويسكتون عن مقالات وتصريحات أحمد السعدون والنفيسي وحسن جوهر وحاكم وجمعان؟ ويتجاوزون أيضاً عن كل من خوّن عبيد الوسمي وشتم محمد هايف وعزل الطبطبائي وانتقد ائتلاف المعارضة وإتهم حشد الخ؟
*
سأعرض عليكم بعض حالات نقد من شخصيات معتبرة للمعارضة ومكونات الحراك لم يُتهم أصحابها بـ الهجوم على المعارضة وضرب مكونات الحراك.
 
*
حسن جوهر:
في 16 اكتوبر 2012 كتب:
هناك أشخاصاً يسمون البدن في تصريحاتهم وأسلوبهم الغوغائي وأحياناً الصبياني فيما يعرف بمعسكر المعارضة.
 
وفي 2 ابريل 2013 كتب: 
المعارضة لم تقبل النصح ولم تستفد من أخطاء الماضي، ومن أهم الأخطاء القاتلة التي وقعت فيها اليوم هو التحول المفاجئ في خط المعارضة في معاداة شرائح مجتمعية أخرى لمجرد علاقاتها مع السلطة.
 ""
 *
مبارك الدويلة:
كتب في 18 ديسمبر 2012:
وقد يستلزم ذلك استبعاد بعض الرموز القديمة التي قد لا تصلح لهذه المرحلة كما قد يستبعد منها بعض المجاميع الشبابية التي لا يروق لها العمل الهادىء.
 
*
أحمد السعدون:
"هناك مندسين في الحراك"
 *
وأكتفي بهؤلاء اختصاراً رغم وجود عشرات المقالات والتصريحات لآخرين.
 
إن كان لم يعجبكم ما سبق مما نعتبره نقداً ونصحاً وتوجيهاً / فخذوا الجديد وصنّفوه بما شئتم، لكنني أكتبه اعتقاداً وثقةً بحدوثه.
 
- أحمد السعدون وخالد السلطان لا يجب أن يخوضا أي انتخابات قادمة.
 
- أخطأ مسلم البراك في تحالفه مع حدس وسيدفع الشعبي ثمن هذه الغلطة ولن ينجو منهم سوى علي الدقباسي الذكي المتوازن.
 
- يلتف حول مسلم البراك بطانة سيئة أقرب وظيفة لها رابطة مشجعين / ضررها أكثر من نفعها.
 
- تفكيك ائتلاف المعارضة خطوة قادمة لا محالة / مهما كابر المكابرون.
 
- تعيين محمد العليم أميناً عاماً لحدس أشبه بتنصيب غازي الياور على العراق / قرار مؤقت لظرفٍ طارىء.
 
- حدس هي جمعية الإصلاح والعكس صحيح، ومن يقول غير ذلك إما كاذب يستغفل الناس أو قليل فهم.
 
- ولاء إخوان الكويت للكويت لكنهم يحبون مرسي أكثر من حكام ديرتهم.
 
- الشعب لم يعد بحاجة لنواب شجعان بقدر حاجته للأذكياء أصحاب الرؤى المستقبلية.
 
- الذين رفضوا الإتحاد الخليجي لا يملكون فراسة ولا بعد نظر .
 
*
 خلاصة القول:
إن كنت تدري من ورىٰ ثورة الشك
         أكيد تعْرف صادقين النوايــا
 
لو كنت ما تملك على المعرفه صك
         لكن توسّم في وجيه البرايــا
 
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق