2023-09-19

زباين تركيا

في كل حديث، حول جلافة الأتراك، وعنصريتهم، وكم الاحتقار، الذي يظهرونه، تجاه العرب، وظاهرة اعتداءاتهم المتكررة، على خلق الله، لابد، وأن يبرز، أحدهم، بالمداخلة المستهلكة: "والله دايم أروح تركيا محد تعرّض لي"، أو بأختها: "هذي تصرفات فردية وتحصل في كل بلد"، هذا المتداخل الظريف، هو نفسه، صاحب أشهر أسمج مداخلة سياحية، عرفتها نقاشات السفرچيّة، وهي: "على الأقل تسمع صوت الأذان"!

وبالمناسبة، ولد عمه، أيضاً، صاحب المقولة الشهيرة، التي يتم إقحامها، دائماً، بدون مناسبة: "بس الصراحة نهض باقتصاد تركيا".

كل صيفية، يزور تركيا، أكثر من 7 ملايين سائح، وطبيعي، أن تكون واحدا، من الـ 6 ملايين و999 ألف، اللي محد تعرّض لهم، ونحن نتحدث، عن القلّة، الذين إندبغوا، وتعرّضوا لإهانة، أو نصب، لذلك، الأمر لا يعنيك، شكراً لك، مداخلتك في غير محلها، اترك الناس تسولف، وتناقش موضوعاً، يتعلق بكرامتها.

نحن كذلك، لا يعنينا الـ 6999000 سائح، ولا غيرهم، فلا يحق لنا الإعتراض، والتدخّل في اختيار وجهاتهم السياحية، فلوسهم في مخابيهم، وكرامتهم في صدورهم.

مشكلتنا دائماً، مع الملاقيف، الذين ينصّبون أنفسهم -بشكل مباشر أو غير مباشر- هيئة للدفاع، عن تركيا، والأتراك، والسياحة، والمطاعم، والتكاسي، يبررون كل موقف، ويرقّعون كل حادثة، رغم أنه لم يوّكلهم أحد، ورغم أن ما عندهم شقة في تركيا، ولا مطعم، ولا تاكسي، ورغم أنهم لا يعلمون تفاصيل أي حادثة، فقط لقافة، ونظام "عنز الفريج"!

أحد مشاهير مخلفات الحراك، كتب: "ما يحدث في تركيا أمر ممنهج، ومتعمد، وكثير من الأتراك منزعجين من العنصريين..."، ومن هالكلام اللي ببلاش!!

هذا يُسمىٰ، التبرير الحقير، لا يقوم به، إلا حزبي، أو صاحب مطعم، أو حقير خِلقه، فهذه تركيا، وهذا شعبها، منذ الأزل؛ فوقيّة، واستعلاء، وعنصرية، وكراهه لكل ما هو عربي، ولا يبرر ذلك، أو يسكت عنه، من زباين تركيا، إلا شخص استمرأ الإهانة.

*

المهم يا إخوان، أقسم بالله، أن الموضوع ما له علاقة بصوت الأذان، ولا غيره. الموضوع أدلجة، وحزبية، وسذاجة كائنات حية، منقادة لإعلام موجّه، واللي ودّه يفهم الفكرة، يقارن بين حجم تفاعل أبو أذان، مع زلزال تركيا، وتفاعله مع زلزال المغرب، وكارثة ليبيا.

*

خلاصة القول:

ما يقنع الخِبل لين انه يلامجها.

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق