قبل الإسلام، كان المُشْرِك، يصنع صنماً، من التمر، يعبده، سنة، سنتين، فإذا غضب عليه، أو جاع، أو سَكِر، أكله!
في الكويت، الجحلّط المشتغلون في السياسة، نظامهم، نظام مُشركين، في كل مرحلة يصنعون صنماً، وفي النهاية، يسوونه شعثه!
الفرق بين الإثنين، أن مشرك قريش، عرف لاحقاً، بعد أن هداه الله للإسلام، أن الإلٰه يَخْلق، ولا يُخلق، وأن التمر للأكل، لا للعبادة. أما صاحبنا، فكلما أكل صنماً، صنع آخر، ودعىٰ الناس لاتباعه.
*
لدي قناعة، توصلت إليها، بعد تبصّر، وإعادة قراءة للأحداث، والمَشاهِد، منذ مجلس 1996، حتى انكشاف كذبة المبدأ، وعودة البسطاء -اللي ضحكت عليهم حدس-، المشاركة في الإنتخابات، بنظام الصوت الواحد، قناعة، كررتها كثيراً، قولاً، وكتابةً، أن المشكلة لم تكن يوماً في مرزوق، ولا في عبيد، ولا في صباح الخالد، ولا في أحمد الناصر، ولا في غيرهم من المؤثرين، في المراحل المتتابعة، إنما المشكلة، في فكر المشرك، التايه، المتذبذب، الذي وجد آباءه هكذا يفعلون.
وعلى طاري "كذبة المبدأ"، أتحدىٰ كل مُشرك سابق، أن يشرح الفرق بين المبدأ، والموقف، بـ 3 دقايق.
*
أيضاً، المشكلة الحقيقية، اليوم، ليست في أحمد الفهد -بغض النظر عن رأي المسلمين، والمشركين، فيه-، إنما المشكلة في فكر، ومبدأ، حمد العليان، وسعود العصفور، وأحمد السعدون، وفيصل المسلم، ومسلم البراك، وجميع شجعان المراحل، وكل من قال بقولهم، أو غرّد بمضمونه -فترة نشوة الثورات، والمظاهرات، والحراك- وكل من قرن الفساد بوجود الفهد، وأن عودته للحكومة، أمر غير مقبول، مهما كانت الظروف!
هذه الأسماء، وكل من والاها، فكراً، واعتقاداً، أمام خيارين اليوم؛ إما أن يُثبتوا سابق أقوالهم، ويَثبتوا بمواقفهم، أو أن يعلنوا على الملأ، تراجعهم، عن اتهاماتهم السابقة، ويعتذرون للفهد، ولجماهيرهم، وناخبيهم، وللمشركين!!
باختصار، أنكم تصمتون، وتِجلدون، ما ينفع!!، والسالفة وحدة من ثنتين، إما أنكم كذبتم بالأمس، أو أنك تكذبون اليوم، وش ذنب الصغار اللي 20 سنة مسلّمين بصحة معلوماتكم، ومصداقيتكم، واللي أكثرهم قطّع حباله مع الحكومة، ومع الشيوخ، ومع الفهد، ومع كثيرين، ثقةً بكم، وتأثراً بصراخكم أمام الميكروفونات، في الندوات، والإستجوابات، وأثناء قراءة البيانات!!
*
وبمناسبة الحديث، عن غرائب المشركين، يعتقد أحد التائبين فجأة، ممن زانت الحكومة في أعينهم في السنين الأخيرة، أننا على نقيضه، وأن موقفنا من الحكومة سيتبدل، بتبدل الأسماء، وذلك من جهله، بالنهج الذي نتبعه -ونسأل الله الثبات عليه- ولا حاجة لإعادة تبيانه، فمن عرفَنا، علِم نهجنا، فقط سنبين لأبو تمرة، أننا نعتقد بطاعة ولي الأمر تديّناً، قبل أن تكون وطنية، ما لم يأمر بمعصية، وإن تغيّرت الأسماء.
ونُذكّرك، يا منافق، أننا وقفنا مع الدولة، ودافعنا عن سمو الأمير، ودعمنا موقف الحكومة، في أحلك الظروف، في الموقف الغصّاب، عندما تكالبت الأحزاب، على الكويت، وشقيقاتها، فترة اندلاع الثورات، والفوضىٰ، وتأجيج قناة الجزيرة القطرية الإعلامي ضدنا، فيما كنت، أنت، وأشكالك، تناكفون الدولة، وتلمزون الحكام، وتسقطون هيبة رجل الأمن، وتطعنون في القضاء، وتخوّنون حكومات الخليج، وتدعمون كل كلب نابح.
أين كنت يا منافق، وماذا كان موقفك، عندما كتب الحزبي الكويتي في تويتر: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ، فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ"، كتبها، في نفس توقيت تصريح القرضاوي الشهير: "اتق الله يا أمير الكويت، ملياراتكم تقتل الناس"!!، وتزامناً مع تهديد السلطان: "إن الثورات ليست عنا ببعيد"، وتغريدة الشاهين: "المالكي يهدد بحرق خيام الاعتصام السلمي، وهو واثق من دعم حكومات الخليج وقبولها، تمامًا كما صمتت على حرق السيسي خيام اعتصامات رابعة"!!
في أي جانب كنت تقف حينها؟؟
ليتك تغيّبت عندما احتاجك الوطن، والحاكم، والحكومة!، ولم تحضر!، حضرتَ، وساندت أعداء الوطن، ونبحت على وطنك مع الكلاب الضالة!، لا خيرك، ولا كفاية شرك!!
اليوم، وبعد أن هُزِمت الأحزاب، وانطفأت الثورات، وخنس التركي، وأُلجِمت قناة الجزيرة، وتمكن حكام الخليج من السيطرة على الأمور، وأصبحت الدعوىٰ، سهود، ومهود، وبراد، لا خطر خارجي، ولا سُوس داخلي، ولم يعد لك حاجة، ولا لزمة، صارت الحكومة زينة في عينك، وجاي تقدم لي نصايح وطنية، وتعلمني أين أقف!!
*
خلاصة القول:
قبل تقدع، تفكّر في كلامي.
.