2022-03-02

غريب الأطوار

جرير يقول: أَبني حنيفةَ أَحْكِموا سُفهاءَكُم .. إِنّي أخاف عليكُمُ أن أَغْضَبَا

ويقول الأحوص: بني هلال، أَلاَ فانْهُوا سفيهَكُمُ .. إنّ السفيهَ إذا لم يُنْهَ مأمورُ

*

لأن الحكام أدرىٰ.

ولأن الحكومة أبخص.

ولأن إدارة البلد تحتاج قادة محنكين.

ولأن العلاقات السياسية تبي روس فيها عقول، لذلك استمرت علاقتنا الطيبة بالمملكة العربية السعودية، واستمر التفاهم، والدعم المطلق المتبادل، والموقف الموحد، رغم تحريض حزب الإخوان الكويتي، ورغم تأليب مصابن الشارع الكويتي، ورغم شطحات بعض النواب السابقين في البرلمان الكويتي، رغم كل التصريحات اللايثة، رغم كل المقالات الهابطة، رغم كل التغريدات التافهة، رغم اعتراض الجاهل الكويتي على مشاركة الكويت في حرب اليمن، رغم احتجاج المتفيقه الكويتي على تدخل السعودية لإفشال ثورة البحرين، رغم فزعة العفون لأردوغان في هجومه على ابن سلمان، رغم انحياز أبو حياد الخبيل إلى قناة الجزيرة، في أزمة قطر، رغم تدخّل الملاقيف في كل شاردة سعودية، رغم كل شيء، لم تلتفت القيادة الكويتية الواعية، لتصرفات جهّال السياسة وأتباعهم.

الأحداث الكبيرة، والأزمات الخطيرة، تكشف الفرق، بين العقول الرزينة، وبين الروس المربّعة، وقد مرت منطقتنا، في الأربعة عقود الماضية، بأحداث، وتوترات، وأزمات، أظهرت أن 3 أرباع اللي يتكلمون في السياسة، ما يفهمون في السياسة، ولولا حفظ الله، وتوفيقه، ثم حسن تدبير حكوماتنا، باتخاذ القرارات الصحيحة، وبتسفيه آراء، ومطالب، أصحاب الرؤوس المربعة، لانتهىٰ الأمر بنا، إلى عزلة، ولا بقىٰ لنا صاحب.

اليوم، لن أنبه من حزب الإخوان، ولا من حزب الله، ولا من النواب السذّج، فهؤلاء تراقب الدولة تصرفاتهم، وتخزمهم، بطريقتها، ولو بعد حين، اليوم ألفت الإنتباه إلى شخصية المواطن العادي، غريب الأطوار، اللي ما تدري هو معك، أو ضدك، وأعني ذلك الشخص الذي يشارك في كل الأعمال السلبية، والتصرفات المشينة، المذكورة في الجزء الأول من المقال، ثم إذا جاء الحديث عن مواقف المملكة المشرفة مع الكويت، وخدمتها للعالم الإسلامي، تجده يتصدر المشهد، ويسابق المتكلمين، بذكر المآثر الحسنة، وسرد المواقف الطيبة، فمثل هذا، يحير به حتى إبليس، فيجب الإنتباه لمثله، ومواجهته بسابق مواقفه، السيئة، فإما أن يقر بغلطه، ويتراجع، أو أن تصدم جبهته بالرأي الذي يستحقه، والتصنيف الذي يليق به، وتقول له: إسكت، تلعب على من؟!

لا تسمحوا لغريب الأطوار بتعكير صفو علاقاتنا الطيبة، مع الأشقاء، ترى ما لنا إلا الله، ثم السعودية، فهي الرئة الوحيدة، التي تتنفس من خلالها الكويت.

*

خلاصة القول:

إمنعونا من الردىٰ، اقضبوا خبلانكم.

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق