2021-07-13

مفتاح المعرفة

كل مشهد يتكون من ثلاث مراحل: 1 بداية، 2 ميدان تقحيص، 3 نهاية أو نتيجة.

غالباً، نحن موجودون في المنطقة الوسطىٰ، نجهل كيف بدأت الأمور، ولا يد لنا فيما ستكون عليه النهاية، والنهاية أو النتيجة هي مفتاح المعرفة لكشف حقيقة المشهد، وتمحيص مواقف، وآراء الربع في ميدان التقحيص.

ولأن بالمثال يتضح المقال، فسوف نقيس على ما انتهىٰ، وبانت حقيقته، ونضرب به الأمثلة، لعل وعسىٰ، أن يصحىٰ الغافل، وأن يتدبّر العاقل.


واحد: مجلس الأمة 1985، لا أحد يتذكر، أو يهتم بكيفية البداية، والمرحلة الأولى، لكنهم يتذكرون جيداً، مرحلة التقحيص في المنطقة الوسطىٰ، ودوانيات الإثنين، وما صاحبها من أحداث، وتوترات، انتهت إلى لا شيء.

في المرحلة 3، بعد ظهور النتائج، وجد د. عبدالله النفيسي مفتاح المعرفة طايح، وتحدث معترفاً بجهله، وجهل من معه، بسذاجة التفكير، وسوء التدبير، فيقول: نحن في مجلس 1985 كنا نسمع مدافع الحرب العراقية الإيرانية، ونحن في المجلس، الدولة كانت في خطر، وحنا نحفر للوزير فلان، ونبي نطيّح فلان، ومو واعين لما يدور حولنا، وما هو أبعد من الوضع المحلي، لكن النظام (الحكومة) كان واعيا، ومستشعر الخطر.


إثنين: في عام 2006 شنت اسرائيل حربها على لبنان، ولا يعلم أكثرنا كيف كانت البداية، إنما وجدنا أنفسنا دون مقدمات في ميدان التقحيص، نصفق لمعلَّقات المديح لحزب الله، من قِبل السعدون والحربش والطبطبائي ومسلم ومرزوق وساجد وحاكم والدلال والكمّوج، وآخرين لم تُسعفهم عقولهم على فهم ما يدور من أحداث، لكنهم استدركوا -بعد سنوات- الأمر، بعد ظهور النتائج، حيث وجدوا مفتاح المعرفة طايح في سوريا.


ثلاثة: مع نهاية عمر مجلس 2006، ظهرت حملة (نبيها خمس)، التي يجهل كل الربع كيف بدأت، ومن بدأها، لكنهم جميعاً كانوا حاضرين في بطن الحدث، في ميدان التقحيص، وغنّوا مع المغنّيين، المطالبين بالتغيير إلى المجهول، الذي أصبح معلوماً بعد سنتين فقط، حين وجد أحمد السعدون مفتاح المعرفة طايح فوق الدستور، وأقر بفشل، وضرر الـ5 دوائر، والـ4 أصوات، لكنه يأمل بنجاح نظام الدائرة الواحدة! 


أربعة: عبيد يقرر خوض الإنتخابات التكميلية 2021، في قرار لا أحد يعلم أسبابه، لكن جميع أحبابه فرحوا به، وتزاحموا لأجله في ميدان التقحيص، لإيصال رسالة للحكومة 🤔، ورسائل أخرىٰ، تسمع صوتها في الميدان، ولا تراها على أرض الواقع 😎، وبعد مرور عدة أشهر، وجدنا مفتاح المعرفة طايح عند باب المجلس، ولم نجد الرسايل!

وبس.

*

خلاصة القول:

إذا وجدت مفتاح المعرفة، حك إذنك فيه!

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق