2020-12-23

2 قيقا

 هذا المقال خاص، بمن يمتلكون ذاكرة 2 قيقا، على أقل تقدير، يستحضرون بها الأحداث، ويتذكرون التفاصيل، مما يُساعد في وصول الفكرة، وتحقيق الهدف، بشكل واضح، أما الذين يعيشون الحدث في لحظته، وحينه فقط، فعليهم الرجوع إلى مقال "الدناقرة".

*

اذا أحبك الناس، وثقوا بك، وإن وثق بك الناس، صدقوك، واحترموا رأيك، وقبِلوا بتزكيتك للآخرين، ونظروا للقضايا من منظورك، وكل ما تقوله جميل، والراي رايك يا يُبه، والشور شورك يا يُبه، حتى لو كنت دَجّهْ، وهذا اللي ضيّع نص شبابنا، الذين طغت عواطفهم على عقولهم، وقيّموا الدنيا وما فيها، بناءً على راي الحبيب فلان، والمتحدّث علّان.

قبل 15 سنة، كانت هناك رموز، وقدوات، وشخصيات مؤثرة، محل ثقة الناس، إذا تكلموا، سُمع لهم، وإن أبدوا رأياً، تم اعتماده، وإن نصحوا، أُخذ بنصيحتهم، اللي يمدحونه، يطيب فاله، واللي يذمّونه، تاخذه القوم!

أحدهم، اسمه أحمد عبدالعزيز السعدون، قال يوماً: حزب الله حزب مغامر، وأنا أدعو أن تكون لدينا أحزاب مغامرة، رجال المقاومة، رجال حزب الله، وكان يلقي كلمته بحماس ما قبل المعركة!

وبضعف حماس أحمد، هتف مسلم: حسن نصرالله، رجل جاء، في زمن الكرامة، المهدورة، من قِبل الأنظمة.

ضيف الله، تكلم بطريقة إنشائية، وقال: نحيي حزب الله على هذا الموقف، الذي عجزت كل الدول العربية، عن مثل هذا الإنجاز الذي عمله حزب الله.

كذلك امتدح جمعان الحزب تحت قبة عبدالله السالم، بكلام كثير، خلاصته: رسالة دعم، وتأييد لحزب الله.

وليد أيضاً معاهم، وفيصل، ومرزوق، وسعد، وجمعٌ كبير من الممثلين.

سمع الشباب كلام الكبار، وتأثر الأتباع بحماس القدوات، وتم اعتماد رأي الرموز، والأخذ بنصيحة الشخصيات، فأصبح حسن نصرالله بطلاً مؤثراً، ورمز شجاعة، وقدوة يحتذىٰ بها، وبسبب مدح الكبار، اختزل الصغار صورة جميلة، لحسن، ولحزب الله، تم تخزينها، في مساحة 1 قيقا، في عقولهم.

بعد سنتين، من خطابات المديح، لحزب الله، شن المدّاحون هجوماً، وطنياً 🤓، على زملائهم في البرلمان، بسبب تأبينهم لعضو حزب الله اللبناني، والمتهم بممارسة أعمال إرهابية ضد دولة الكويت قبل 20 سنة 🤔! غريب أمرك يا رمز، يا شخصية، يا قدوة، وين وطنيتك عندما كنت تمدح الحزب؟ ما أزعلك التفجير، وأزعلك التأبين!! وين عقلك؟

وبعد 5 سنوات، ظهرت صورة حسن نصر، وحزبه، على غير ما كانت تحكي حبّابة، ونواب مجلس 2006، فانقلبت الرموز، والشخصيات، والقدوات، تشتم حسن، وتلعن حزب الله، وتتهمه بقتل الشعب السوري، والشعب العراقي، وغيرها!

مع أن حزب الله كان يتحرك، وينفذ عملياته، بشكل معلن، ولم يظهر بوجهين كما يروّج سعد مرزوق، وأبو🤥، في محاولة لتبرير موقف الجماعة من الحزب، وخداعهم لجماهيرهم، وناخبيهم.

أبو دنقور، كان يبرر لهم، ولنفسه، بأن دافع تأييدهم، ودعمهم، ومديحهم لحسن نصر، كون اسرائيل عدوهم في تلك المرحلة، وهذا تبرير الشخص الغبي، الذي لا يملك ذاكرة نص قيقا، فكلكم يشتم ياسر عرفات، ويلعن دحلان، ويتهم رؤساء مصر، والعرب بالخيانة، رغم أنهم حاربوا اسرائيل، حرباً حقيقية، فأين تبريرك يا 🤥؟

تدرون من كان العاقل، المدرك في تلك المرحلة؟ كانت حكومة دولة الكويت، التي عبّر عن موقفها، الشيح محمد الصباح، حين قال مخاطباً غير المدركين من نواب المجلس: ندعم الحكومة والشرعية اللبنانية، واتركوا المزايدات لقناة الجزيرة وغيرها.

إي والله مزايدات، وكلام فاضي، مؤسف أنه يصدر من أسامي كبيرة!

المشكلة عاد، في الصورة الجميلة، وشخصية البطل، حسن نصرالله، التي أُختزلت في قيقا صغار السن، بخدعة المخدوع! كيف نعالجها اليوم؟ وشلون نطلّعها من روسهم !!

*

من القائل؟:

أشيد بسمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وبمواقفه الصلبة تجاه كثير من القضايا.

نحن نعتقد أن الشيخ ناصر المحمد هو رجل المرحلة ولا يوجد طرف ذو إستحقاق في تولي رئاسة الوزراء بهذه المرحلة أو المرحلة المقبلة.

أعتقد بحكم التجارب والمواقف وليس بحكم العواطف، فقد أثبت سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد بأن له مواقف صلبة تسجل له.

الشيخ ناصر المحمد رئيس ذو توجهات اصلاحية وهذا الكلام ليس من فراغ بل من خلال الوقائع والمواقف لسمو رئيس الوزراء.

وجود هذا الرجل المحاور والمستمع والمتقبل لعملية النقد والذي يستطيع من خلال الحوار أن يحول القضايا إلى أمر واقع هذا ما لمسناه منه خلال مواقف سابقة.

الشيخ ناصر المحمد استطاع أن يكسب ثقة الطرفين القيادة السياسية ممثلة بسمو أمير البلاد وكذلك القيادة الشعبية ممثلة بمجلس الأمة.

إننا نعلم بأن هناك أطرافا من خارج مجلس الأمة يزعجها استمرار رجل مثل الشيخ ناصر المحمد وهو الذي يحسب له بأنه استطاع أن يصل إلى نقطة التفاهم بين المجلس والحكومة وكذلك بتفهمه وتقبله لأي وجهة نظر تجاه الوزراء باستخدام النواب لأدواتهم الدستورية وعدم اعتبار ذلك نوع من الاستفزاز.

*

اتركوا القائل عنكم، واتركوا الأطراف الخارجية الفاسدة التي تحارب ناصر المحمد، بحسب قول القائل، وأخبروني، كيف نقنع الشباب المُعجب بالرموز، والقدوات، والشخصيات المؤثرة، بأسباب مديحهم للمحمد، وبعد ذلك، نسفهم لكل ما قالوه، حتى أصبحوا شراكة مع الأطراف الخارجية الفاسدة!؟ 

والمشكلة عاد، في الصورة الجميلة، وشخصية الإصلاحي، ناصر المحمد، التي أُختزلت في قيقا صغار السن، بخدعة المخدوع! كيف نعالجها اليوم؟ وشلون نطلّعها من روس العيال !

*

من اللي زيّن صورة رانيا في عيون الشباب؟ ومن اللي جعل أحمد بطل؟ وصقر أيقونة؟ وأدريس مدرسة؟ ومشاري بلدوزر؟ و ....

الرموز، والثقات، والشخصيات المؤثرة، هم السبب في خلق صورة جميلة للسيئين، والفاسدين، والمصابن، وسلق تويتر،

*

قد يُتبع  .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق