2020-06-22

سعد ذُبابة

ثيران مصر، حينما نجحت ثورتهم، بدعمٍ من أوباما، وهيلاري، وسقطت حكومة حسني مبارك، ثم آلت الأمور إلى حزب الاخوان، وتمكنوا من السلطة، أطلقوا مصطلح "الفلول" على كل موظفي الدولة من وزراء، ووكلاء، ومدراء، وقياديين، وقضاة، ومحافظين، وشركاء ثورة، وعلى كل من أرادوا تنحيته، وإقصاءه، والتخلّص منه، للتفرّد في السلطة.
والفلول تعني: الجماعات المتفرقة، المنهزمة من الجيش، بعد نهاية المعركة.

كوادر حزب الإخوان الكويتي، وأتباعهم من هوامش الحِراك -اللي مو فاهمين ٣ أرباع الموضوع-، عندما انتشوا بنتائج الثورات، وعلا كعبهم في شارع المظاهرات، وظنوا أنهم الصوت الأعلىٰ، نعتوا كل من خالف حِراكهم، بـ"الإنبطاحي"، لإرهابه فكرياً، وعزله اجتماعياً، وتحييده سياسياً، لتخلو لهم الساحة، ويمضوا إلى مبتغاهم.
والإنبطاح؛ فعلٌ قبيح، مشتق من عمل قوم لوط.

الفريقان أعلاه، بعدما دارت الدائرة عليهم، وتم تجريدهم من سلطاتهم، وتنظيف الميادين منهم، وضعف تأثيرهم في الشارع، وأصبحوا هم "فلول"، انحصر تواجدهم في ساحة تويتر فقط، فعملوا على إعادة ترتيب أوضاعهم، بخطط بديلة، فتمركزوا، وتمحوروا، وبدّلوا جلودهم، واشتغلوا على تضليل الهوامش، والبسطاء، والغافلين.
والتّمحْور؛ الإلتفاف، والدوران حول الشيء.

لكن الساحة لم تُخلىٰ لهم، فطيور شلوىٰ كانوا لهم بالمرصاد، يزاحمونهم، ويكشفون ألاعيبهم، ويفضحون كذبهم، وتدليسهم، وينزعون أقنعتهم، مما أزعج كباتن الفريقين أعلاه، وأربك خططهم، فضاق فضاء تويتر بقناة الجزيرة القطرية، ووكالة الأناضول التركية، وبالثيران العربية، والكوادر الاخوانية، فاستحدثوا -كعادتهم- مصطلحاً، قذراً، جديداً، بعنوان "الذباب الإلكتروني"، ينعتون به كل صاحب دليل، وحجة يعجزون عن الرد عليه، ثم جاءت الهوامش تدربي راسها خلفهم، وتردد؛ ذباب إلكتروني!
والذبابة؛ حشرة صغيرة تألف القذارة.

الذين يتداولون هذه المصطلحات الإقصائية، والألفاظ البذيئة، ينقسمون إلى فئتين؛ فئة تعلم معناها، تتعمد إطلاقها، وتسعىٰ لتحقيق هدف من خلال رواجها في المجتمع، والفئة الثانية عبارة عن شلّة كَمّـوج، تردد، ولا تفهم.

هذه المصطلحات، وهذه الألفاظ لم تأتِ صدفة، من سُباب وكيح، أو قَطّةْ ظريف، إنما يتم صُنعها، ونشرها، وترويجها، بشكل مدروس، وامدرّس، مكتوب، ومنقول من السبّورة👌🏽.
والسبّورة؛ لوح يكتب عليه المدرسون توجيهاتهم، فينسخها الأتباع في تويتر.

يقول مرشدهم الأول: "من لحق بنا فهو مسلم، ومن وقف ضدنا فقد حكم على نفسه بالكفر".
من هنا إنطلقت قاعدة الإقصاء إلى اللّانهائيّة وما بعدها، فأنت فلول، وانبطاحي، وذبابة، إذا لم تتبع منهجهم، وتنقاد لهم، وتدعم قضيتهم، وتساند مظاهراتهم، أو حتى مجرد أن تخالف رأيهم.

هاا وسلامتكم، وتعيشون، فقط حبيّت أوضح لكم كيف يشتغلون 😉، ومن قال بالناس، قالوا به.


*
خلاصة القول:
عزّي لحال الهوامش، ما يدرون.



.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق