أفضل توقيت لنقاش أي قضية، هو حينما لا تكون هذه القضية "حديث الساعة"، وتكون بعيدة عن الساحة السياسية، وغير مثارة من قبل الإعلام، ومصروف عنها النظر من قِبل دبيّجة تويتر، وحكواتية سناب، حينها يمكن تناولها، وتفكيكها، وفهمها بشكل واضح.
بالأمس، شاهدت مقطعاً قديماً لنواب مجلس أمة سابقين -اثنين منهم ما زالا-، في تجمع أمام سفارة روسيا، احتجوا فيه على دور الروس في سوريا، مطالبين بطرد السفير من الكويت، بعد أن وجّهوا إليه خطاباً شديد اللهجة، بعنوان؛ رسالتي إليك: (تفو عليك)!، صفّقت على أثره الجماهير، وكركرت كثيراً.
أتذكر أنني علقت على تلك المطالبات الحماسية، غير المدرك أصحابها لأبعاد، ومفهوم العلاقات الدولية، معتبراً أن غالبية نواب مجلس الأمة لا يفقهون في السياسة، لا كثير، ولا قليل، ولا يفهمون كيف تدار الدول.
والأمر هنا لا يتعلق فقط بأولئك النواب الذين يعملون بعقليّة المرشّح، ويتذللون لصوت الناخب بكل وسيلة متاحة، إنما يشمل كل من يتعاطىٰ السياسة، من النخب، والأحزاب، وعُرفاء الندوات، واللي يوقّفون خلفهم، على طريقة ابراهيم الفريّان، والفئة الأخيرة هي ذاتها التي تبنّت حملة دعم المنتجات التركية، نكاية في بوتين الكافر!، إثر نكبة إسقاط الطائرة الروسية، والتي اعتذر عنها أردوغان -لاحقاً-، وزج بالطيّار التركي الذي أسقطها في السجن، بتهمة السعي لتخريب العلاقات التركية الروسية، والتي استمرت، وازدادت توثيقاً، وتفاهماً، خصوصاً فيما يخص سوريا!!.
المهم، هناك فرق بين إدارة دولة، وبين إدارة حملة انتخابية، وهناك فرق بين معايير العلاقات الدولية، وبين معايير تحالفات المرشحين، وتكتيك توزيع الـ ٤ أصوات، وهناك فرق بين فن الممكن، وبين فن الشيلات، وهناك فرق بين الحكيم الذي يُخضع الأمور لميزان المصلحة العامة، وبين المتحمس الذي تُحركه العاطفة.
من الجيد أن هؤلاء فشلوا في الوصول للسلطة، وأنهم بعيدون عن التأثير في القرار، وإلا لكنا قاطعنا روسيا بسبب أحداث سوريا، ولقاطعنا الصين تعاطفاً مع قضية الأيغور، ولقاطعنا بورما تضامناً مع الروهنجا، ولقاطعنا فرنسا لتدخلها في مالي، ولقاطعنا تركيا لأنها تقتل أحفاد صلاح الدين، ولقاطعنا مصر لأنهم يكرهون السيسي، ولقاطعنا الإمارات لأن عندهم مشكلة مع محمد بن زايد، ولقاطعنا الدنمارك، وأمريكا، ولاستمرت مقاطعتنا للعراق، وللأردن، وللسودان، ولليمن، وللجزائر، .. ثم نقعد لحالنا🚶🏻♂️.
لذلك يا إخوان، من أجل الكويت، نرجو من الجميع، البقاء في دائرة الإنتخابات المحلية، وتكتيكاتها، والقضايا الداخلية، وإرهاصاتها، التركيبة السكانية، والمشكلة الإسكانية، والصحية، واصلاح النظام التعليمي، ومحاربة الفساد الإداري، وما إلى ذلك، واتركوا عنكم إدارة العلاقات الخارجية للي مرسّيها على بر الأمان طوال هذه السنين!
*
خلاصة القول:
الحماس يُعطّل العقل.
.
بالأمس، شاهدت مقطعاً قديماً لنواب مجلس أمة سابقين -اثنين منهم ما زالا-، في تجمع أمام سفارة روسيا، احتجوا فيه على دور الروس في سوريا، مطالبين بطرد السفير من الكويت، بعد أن وجّهوا إليه خطاباً شديد اللهجة، بعنوان؛ رسالتي إليك: (تفو عليك)!، صفّقت على أثره الجماهير، وكركرت كثيراً.
أتذكر أنني علقت على تلك المطالبات الحماسية، غير المدرك أصحابها لأبعاد، ومفهوم العلاقات الدولية، معتبراً أن غالبية نواب مجلس الأمة لا يفقهون في السياسة، لا كثير، ولا قليل، ولا يفهمون كيف تدار الدول.
والأمر هنا لا يتعلق فقط بأولئك النواب الذين يعملون بعقليّة المرشّح، ويتذللون لصوت الناخب بكل وسيلة متاحة، إنما يشمل كل من يتعاطىٰ السياسة، من النخب، والأحزاب، وعُرفاء الندوات، واللي يوقّفون خلفهم، على طريقة ابراهيم الفريّان، والفئة الأخيرة هي ذاتها التي تبنّت حملة دعم المنتجات التركية، نكاية في بوتين الكافر!، إثر نكبة إسقاط الطائرة الروسية، والتي اعتذر عنها أردوغان -لاحقاً-، وزج بالطيّار التركي الذي أسقطها في السجن، بتهمة السعي لتخريب العلاقات التركية الروسية، والتي استمرت، وازدادت توثيقاً، وتفاهماً، خصوصاً فيما يخص سوريا!!.
المهم، هناك فرق بين إدارة دولة، وبين إدارة حملة انتخابية، وهناك فرق بين معايير العلاقات الدولية، وبين معايير تحالفات المرشحين، وتكتيك توزيع الـ ٤ أصوات، وهناك فرق بين فن الممكن، وبين فن الشيلات، وهناك فرق بين الحكيم الذي يُخضع الأمور لميزان المصلحة العامة، وبين المتحمس الذي تُحركه العاطفة.
من الجيد أن هؤلاء فشلوا في الوصول للسلطة، وأنهم بعيدون عن التأثير في القرار، وإلا لكنا قاطعنا روسيا بسبب أحداث سوريا، ولقاطعنا الصين تعاطفاً مع قضية الأيغور، ولقاطعنا بورما تضامناً مع الروهنجا، ولقاطعنا فرنسا لتدخلها في مالي، ولقاطعنا تركيا لأنها تقتل أحفاد صلاح الدين، ولقاطعنا مصر لأنهم يكرهون السيسي، ولقاطعنا الإمارات لأن عندهم مشكلة مع محمد بن زايد، ولقاطعنا الدنمارك، وأمريكا، ولاستمرت مقاطعتنا للعراق، وللأردن، وللسودان، ولليمن، وللجزائر، .. ثم نقعد لحالنا🚶🏻♂️.
لذلك يا إخوان، من أجل الكويت، نرجو من الجميع، البقاء في دائرة الإنتخابات المحلية، وتكتيكاتها، والقضايا الداخلية، وإرهاصاتها، التركيبة السكانية، والمشكلة الإسكانية، والصحية، واصلاح النظام التعليمي، ومحاربة الفساد الإداري، وما إلى ذلك، واتركوا عنكم إدارة العلاقات الخارجية للي مرسّيها على بر الأمان طوال هذه السنين!
*
خلاصة القول:
الحماس يُعطّل العقل.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق