2019-12-11

الصاحين المجانين

لماذا أنعتهم بالمجانين، وهم صاحين، وما بهم بلا، مالين هدومهم، يروحون، ويجون، يهرجون عربي، وانجليزي، وينسفون الغترة سبعة ومرزام، ويساق لهم الفنجان، وما عليهم زود!

في رأس كل إنسان مخ، ولديه عقلٌ بحسب استخدامه تتعرف على عقلية صاحبه، فمِن الناس مستفيدٌ من نعمة العقل؛ بالتفكير، والتدبّر، والتمييز بين الخطأ، والصواب، ومنهم اللي ما يدق سلفه إلا في الشهر مرة، وهؤلاء هم "الصاحين المجانين" الذين أعنيهم، حيث يبدون آراءهم، ويعلنون مواقفهم، ويتخذون قراراتهم، غالباً حين تكون عقولهم في وضعية OFF، فيتولىٰ المهمة نيابةً عن العقل حينها المزاج، أو العاطفة، أو الحماس، أو آخر تغريدة قرأوها، لذلك تجدهم يعانون من نتائج تصرفاتهم الإرتجالية، وتبعات مواقفهم المرجلانية!
وحين يأتي هاك اليوم من الشهر، وتشتغل On عقولهم فجأة، يتخذون قرارات، ومواقف مناقضة تماماً لكل ما قررته العاطفة، أو العضلات.

حين تُراجع تصرفاتهم، لا تدري هل هم وطنيّون، أو أعداء وطن.
هل هم مع سمو الأمير، أم ضدّه.
هل يحبّون السعودية، أم يكرهونها.

يشتمهم اعلام قطر، ويحبّونه.
يشتمون قناة العدالة، ويتابعونها.
يعلمون أن نواب حزب الاخوان يكذبون، ويصدّقونهم.
يقرّون بتناقضات النفيسي، ويتلذذون بطعم السكّر في حكاياته.
يحرّمون الصوت الواحد بانتخابات مجلس الأمة، ويحللونه في انتخابات الجمعية.
يغضبون إذا تم حل مجلس الأمة، واذا استمر المجلس طالبوا بحلّه.

- وهكذا ..

*
خلاصة القول:
 التناقض؛ مسحة جنون.

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق