2019-10-28

حِلْتِيتَهْ

أي آدمي، اذا قدّم نفسه في أي مناسبة رسمية، أو كتب سيرته الذاتية، أو حتى اذا بغىٰ يتميلح بدون مناسبة، فإنه فقط سيذكر الإيجابيات، والحسنات، وما يتميز به عن غيره، وأنه طيّب، وحبيب، وطليب، ومثالي، وما يخطّر الدور عند الخباز، وما إلى ذلك، ولن يتطرق للعيوب، والمآخذ.

كذلك، إذا جاء على ذكر والده الكريم، وأخيه المحزم المليان، وقبيلته اللي ما مثلها، فإنه حتماً سيتطرق للمزايا، والسجايا، والمواقف اللي تنومس، حتى وإن لم يكن عليها شهود.

أيضاً، لو كان هذا الآدمي راعي كورة، ودار الحديث عن فريقه المفضّل، فلا بد أن يحصر حديثه على بطولاته، وانجازاته، وأجمل مبارياته.

أما اذا كان الكلام عن الوطن، فلا تكلّمني، فالوطن متصدّر في عين أبنائه، فلا يرون إلا مزاياه، وحسناته، وإيجابياته، وخيراته، لذلك، فإنه من "الثوارة" أن تناقش أي آدمي حول حبه لبلده، وعن سر عشقه لأرضه، أو سبب انحيازه إلى أهله.

هذه طبيعة ابن آدم، أما ابن "الحِلْتيتهْ" فإن له من طباع الضبعة نصيب، فهو والوطن، كأم عامرٍ ومُجيرها، وهو ضيّق العين، لا يرىٰ من البلد إلا سيئاتها، جاحدٌ لمعروفها، يمتهن إبراز سلبياتها في كل مناسبة، ومحفل، ينطبق عليه قول الشاعر:
 اذن الرّدي عن داعي الطيب صَقْها
 وعينه علىٰ  غرّات الأجواد دربيل
وفوق كل هذا، يخوّن حكامه، ويعذرب أهله، ويشتم العرب قاطبةً، وفي ذات الوقت يمتلئ حسابه في تويتر بتغريدات الثناء على التيس الغريب، ودائماً يتحدث عن إيجابياته، ويلمّع مطاراته، وينحاز إليه ضد بلاده، ويزعّل عيال عمّه لأجله، وفي المجالس يمارس دور المحامي، ويذود عن سيّده الأعجمي، رغم علمانيته، وفساد عقيدته، وانحلال مجتمعه.

*
خلاصة القول:
اللي ما فيه خير لأهله، نعجة!

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق