2019-08-09

‏ما يشبعون، ولا يقنعون


تِعبنا نداري خِطّر الناس وأثر الناس
ما ترضىٰ عن اللي مثلنا لو يحجّجها
*

إذا كنّا نحن عوام الناس، محدودي المسؤولية، اللي ما علينا لوم، ولا عتب، ولسنا مُلزمين لغير أهلنا بشيء، نقول ذلك، فماذا يقول الحكام، والقيادات، وكيف هو حال الحكومات، مع شعوبٍ مختلفة المشارب، متعددة المطالب، متنوعة الأمزجة، إن أعطيتها المال، احتجّت على مستوى الخدمات، وإن أرضيتها بالإمتيازات، والمخصصات، إعترضَت على تقييد الحريّات، وإن هيأت لهم الأمن، وسبل العيش الكريم، طالبوا بنصيبهم من النفط !
 حتىٰ وإن حجّجت أحدهم على ظهرك رايح راد، فلا تستبعد أن يقول لك: ليش ما ودّيتني على بوينغ تربل 7 ... وهكذا، في مناكفة كريهة، ومماحكة مزعجة، أصبحت سمة لهذا الشعب!

الغريب، أن تجلس تحت سقف واحد، مع أبو رصيد صفر، وأبو 75 ألف، وراعي المليون، وتجد أن ثلاثتهم يشكون الحال، ويطالبون بإسقاط القروض!
بمعنىٰ، أن غالبيتنا طلاّب زود، لا طلاّب حاجة.

على مدىٰ ربع قرن، حضرت المجالس مئات المرات، وشاركت في نقاشات ماراثونية، لا أذكر خلالها، ولو لمرة واحدة، أن أبدىٰ رواد مجلسٍ واحد رضاهم على حكومة، أو حاكم، خصوصاً من فئة أبو75 التي تعتبر الأكثر سخطاً.

الشعوب تستذكر بالرضىٰ الحكام الأموات فقط، رغم أن أولئك الحكام نالوا من سخط شعوبهم في حياتهم ما يناله حكام اليوم، وهكذا هم غوغاء الناس، عديمي البصيرة، لا يعرفون قيمة الحاكم إلا اذا فقدوه.

*
خلاصة القول:
شعب لا يشبع، ولا يقنع.

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق