اليوم سـأحكي لكم قصة سعد ، الطالب الظاهرة ، والحالة النادرة التي ظننت أنها لن تتكرر ، ثم إكتشفت أنها تكررت ، بل تفشت بين شرائح المجتمع المختلفة ، حتى أصبح سعد حاضراً في كل نقاش يدور بين أكثر من واحد!
كان سعد طالباً في المرحلة المتوسطة، ليس بالذكي ، ولا بالبليد ، لكنه إلى الغباء أقرب.
رسب سعد في مادة التعبير التي لم يرسب فيها أحد قبله ، ولا بعده ، مما حدى بوالده أن يشتكي مدرس المادة لناظر المدرسة الذي إستغرب بدوره أن يرسب أحد في مادة التعبير ، بإعتبار أن النجاح فيها لا يحتاج إلى أكثر من أنك تسولف على نفسك شوي وتكثر عدد السطور.
استدعىٰ الناظر مدرس المادة للإستفسار منه عن الموضوع ، فحضر المدرس ، وقال: هذا الولد حالة نادرة و (جننّي) ، فهو لا يكتب في موضوع الدرس أبداً، ولو كتب سطرين في صلب أي موضوع لما رسب، وقد أعطيته أكثر من فرصة لكنه مصر على الرسوب!
وسأعطيك دليلاً على ذلك، وقدم للناظر موضوعاً كتبه الولد بعنوان الربيع حيث كتب:
الربيع أجمل الفصول، يحبه البدو وتكثر فيه الأعشاب التي يأكلها الجمل، والجمل كائن جميل وآية من آيات الله، ذكره الله في القرآن، وهو سفينة الصحراء يتحمل العطش والأحمال الثقيله ويستخدمه البدو في ترحالهم وسفرهم، ويستفيدون من وبره في صنع بيوت الشعر التي يسكنون فيها، ويأكلون لحمه إذا جاعوا، ويشربون حليب الناقة التي هي أنثى الجمل.
قال الناظر: ربما إسترسل سعد في الكتابة عن الجمل لأن موضوع الربيع متعلق بالبدو وبالجمل مما أنساه الموضوع الأساسي.
قال المدرس سأعطيك مثالاً آخراً.. طلبت منه أن يكتب موضوعاً عن وسائل النقل فـكتب:
الطائرة والسيارة من وسائل النقل، لكن الطيارة قد تسقط والسيارة قد تتعطل، لكن الجمل لا يسقط ولا يتعطل، والجمل كائن جميل وآية من آيات الله، ذكره الله في القرآن، وهو سفينة الصحراء يتحمل العطش والأحمال الثقيله ويستخدمه البدو في ترحالهم وسفرهم، ويستفيدون من وبره في صنع بيوت الشعر التي يسكنون فيها، ويأكلون لحمه إذا جاعوا، ويشربون حليب الناقة التي هي أنثى الجمل.
سكت الناظر قليلاً.. ثم قال: ربما سرح الطالب سعد وخلط بين موضوع الدرس الفائت وهذا الدرس..
قال المدرس: أعطيته موضوعاً ثالثاً وقلت له: ركّز يا سعد ولا تكتب عن الجمل.. فموضوع اليوم عن الكمبيوتر.. فـانظر ماذا كتب:
الكمبيوتر لغة العصر، لكن البدو في الماضي لا يعرفون الكمبيوتر، لكنهم يعرفون الجمل، والجمل كائن جميل وآية من آيات الله، ذكره الله في القرآن، وهو سفينة الصحراء يتحمل العطش والأحمال الثقيله ويستخدمه البدو في ترحالهم وسفرهم، ويستفيدون من وبره في صنع بيوت الشعر التي يسكنون فيها، ويأكلون لحمه إذا جاعوا، ويشربون حليب الناقة التي هي أنثى الجمل.
*
إلتفت الناظر إلى أبو سعد وقال: أنا أضمن نجاح ولدك هـ السّنـة لكن رجاءً يا أبو سعد .. شوف له مدرسة ثانيه السّنـة الجايـّه !
*
قبل فترة ، في ديوانية تجمع خليط مجتمعي ، كحال قروبات الواتساب ، تحدث أحدهم عن تغريدة "مشهورة" كتبها أردوغان باللغة العربية في 2011 ، يتوعد فيها بشار الأسد ، وتسائل المتحدث عن مصير ذلك التهديد و.. ، فجاء صوتٌ من احدى زوايا الدوانية يقول : (( صحيح كلامك أن أردوغان كان قد صرح وهدد ، لكنه على الأقل نهض بإقتصاد تركيا ، ودافع عن القدس ، واستقبل اللاجئين ، و ....... وسرىٰ ليله يغربّ ، ويشّرق ! ، ونسينا صاحبنا المتحدث الأول ، ونسينا تغريدة أردوغان ، ونسينا وش جابنا أصلاً للدوانية .. )) !!
لكننا عرفنا أن صاحب المداخلة اسمه سعد ، كُبر ما شاء الله ، وصار رجّال ، لكنه ما زال ساقط في التعبير 🤓
ومن هاك اليوم ، إلى هذا اليوم ، ونحن في جهاد مع سعد ! يطلع لك في كل موضوع ، وفي كل دوانية ، وفي كل لفّة !
نتابع مباراة الهلال والوحدة ، يتحدث عن مستوى الدوري السعودي ، ثم يعرّج على تركي آل الشيخ ، فيجعله مدخلاً لشتم محمد بن سلمان ، ثم ينتقد سياسة السعودية ... الخ
نتحدث عن تويتر ، يقاطعنا ليتحدث عن الذباب الإلكتروني ، ثم يعرّج على سعود القحطاني ، فيجعله مدخلاً لشتم محمد بن سلمان ، ثم ينتقد سياسة السعودية ... الخ
يدور الحديث حول اختفاء خاشقجي ، يقطع الحديث ، ليدلي برأيه حول كاميرات القنصلية ، ثم يعرّج على القنصل السعودي بتركيا ، فيجعله مدخلاً لشتم محمد بن سلمان ، ثم ينتقد سياسة السعودية ... الخ
*
نفر قلب واااجد أسود 🖤
*
خلاصة القول:
يدلّك على الرجّال هرجه اليا هرج
وتدلّك على نيّات قلبه حركاته
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق